كتاب مطالع الأنوار على صحاح الآثار (اسم الجزء: 6)

وقيل: أصيب بهم إصابة يطلب بها وترًا فيجتمع عليه غمَّان: غم المصيبة وغم الطلب ومقاساته، ونصب "مَالَهُ" و"أَهْلَهُ" على المفعول الثاني، وعلى قول من فسره بذَهَبَ بهم (¬1) يصح رفعه على ما لم يسم فاعله. وفسره مالك من رواية ابن حبيب بأن نُزعَ منه أهلُه ومالُه فذُهب بهم، وهو أبين في الرفع؛ وإلا فـ (ذهب) يتعدى بحرف فإذا سقط انتصب المفعول.
قوله: "فَإِنَّ اللهَ لَنْ يَتِرَكَ (¬2) مِنْ عَمَلِكَ شَيْئًا" (¬3) أي: لن (¬4) ينقصك. وقيل: لن (¬5) يظلمك، وَتَرَهُ: ظلمه، ومنه: {وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ} [محمد: 35].
قوله: "قَلِّدُوا الخَيْلَ وَلَا تُقَلِّدُوهَا بِالأوْتَارِ" (¬6) يعني؛ الذحول، أي: لا تطلبوا عليها كما كانت الجاهلية تفعله. وقيل: لا تقلدوها أوتار القسي فتختنق بها، مهما رَعَتْ فعلقت ببعض الشجر. وهذا تأويل محمد بن الحسن. وقيل: معناه: دفعًا للعين. وهو تأويل مالك في قوله: "لَا يَبْقَيَنَّ في رَقَبَةِ بَعِيرٍ قِلَادَةٌ مِنْ وَتَرٍ إِلَّا قُطِعَتْ" (¬7)، (وقول مالك) (¬8): "وَأَحَبُّ إِلَيَّ أَنْ
¬__________
(¬1) في (س، ش): (به).
(¬2) في (س): (يتركم).
(¬3) البخاري (1452، 2633، 3923، 6165)، ومسلم (1865) من حديث أبي سعيد.
(¬4) في (س، ش، د): (لم).
(¬5) في (س): (لم).
(¬6) رواه أحمد 4/ 345، وأبو داود (2553)، والنسائي في "المجتبى" 6/ 218، وفي "الكبرى" 3/ 37 (4406)، وأبو يعلى 13/ 88 (7170)، والطبراني في "الكبير" 22/ 380 (949)، والبيهقي 6/ 380 من حديث أبي وهب الجشمي. وحسنه الألباني في "صحيح أبي داود" (2301).
(¬7) "الموطأ" 2/ 937، والبخاري (3005)، ومسلم (2115) من حديث أبي بشير الأنصاري.
(¬8) كذا في نسخنا الخطية، وفي "المشارق" 2/ 278: (وقوله)، وانظر التخريج.

الصفحة 168