كتاب مطالع الأنوار على صحاح الآثار (اسم الجزء: 6)

قوله: "وَنَأى بِي الشَّجَرُ" (¬1) أي: بعد بي (¬2) المرعى في الشجر.
قوله: "الرَّحِمُ شُجْنَةٌ" (¬3) بضم الشين وكسرها، وحكي الفتح، ومعناه: قرابة مشتبكة كالعروق المتداخلة، والأغصان المتداخلة (¬4) المتشابكة، وأصل ذلك من الشجر الملتف أغصانه أو عروقه، ومنه: "الْحَدِيثُ ذُو شُجُونٍ" (¬5) (أي: يتداخل ويمسك بعضه بعضًا ويجر بعضه إلى بعض.
قوله) (¬6): "شُجَاعٌ أَقْرَعُ" هو الحية الذكر. وقيل: بل كل حية. وقد تكسر الشين، والجمع شجعان بالضم والكسر، وأشجعة، ويقال أيضًا للواحد: أشجع، وبالرفع ضبطناه وهي رواية الطرابلسي في "الموطأ"، ولغيره: "شُجَاعًا" (¬7) كأنه مفعول ثان، والأول الكنز المذكور قبل، وهو أظهر، ويكون: "مُثِّلَ" (¬8) بمعنى: صُيِّر وجعل كنزه بهذه الصفة كما جاء في
¬__________
(¬1) مسلم (2743) من حديث ابن عمر.
(¬2) ساقطة من (س).
(¬3) البخاري (5988، 5989) من حديث عائشة.
(¬4) من (د).
(¬5) روى ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 25/ 386 عن أبي رجاء الجوزجاني قال: دخل الشعبي على عبد الملك بن مروان فقال: يا شعبي، لقد وَخِمْتُ من كل شيء إلاَّ في الحديث الحسن. قال: نعم يا أمير المؤمنين، إِنَّ الحَدِيثَ ذُو شُجُونٍ تُسْلَى بِهِ الهُمُومُ. وقال أبوعبيد في "غريب الحديث" 1/ 129: قولهم: الحَدِيثُ ذُو شجُونٍ. منه إنما هو تمسُّكُ بعضه ببعض. وقال الخطيب في "الجامع لأخلاق الراوي" 1/ 300: يقال في المثل: الحَدِيثُ ذُو شُجُونٍ.
(¬6) ما بين القوسين ساقط من (س).
(¬7) "الموطأ" 1/ 256، والبخاري (1403، 4565، 4659، 6957) من حديث أبي هريرة. ومسلم (988) من حديث جابر.
(¬8) ساقطة من (س، د).

الصفحة 17