كتاب مطالع الأنوار على صحاح الآثار (اسم الجزء: 6)

يكون من وجهه وعلى وجهه. وقيل: أراد القلب والدماغ؛ لأنهما مَجْمَعَا العقل عند قائل هذا.
وقول أبي هريرة: "حَفِظْتُ عنْ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - وِعَاءَيْنِ" (¬1) يعني من العلم على طريق الاستعارة من الوعاء الذي يجمع فيه المتاع ويحمل.

الْوَهْمُ وَالْخِلافُ
" حَتَّى سَمِعْتُ الوَاعِيَةَ" (¬2) أي: الصارخة، قاله الخليل (¬3) وروي: "الرَّاعِيَةَ" وليس بشيء، والوعى مقصور: الصوت الشديد، قاله أبو عبيد، وكذلك الهائعة، وكذلك الوغى بغين معجمة. قال أبو علي: هما صوت الحرب وجلبتها، قال ابن دريد: الوغى: اختلاط الصوت فأكثر حتى سميت به الحرب (¬4). وروي: "فَلَعَلَّ أَنْ يَكُونَ بَعْضكُمْ أَرْعَى لَهُ مِنْ بَعْضٍ" (¬5) وهو وهم، ومساق الحديث يدل على الرواية الأولى (¬6).
¬__________
(¬1) البخاري (120) من حديث أبي هريرة
(¬2) البخاري (3022، 4045) من حديث البراء بن عازب بلفظ: "حَتَّى أَسْمَعَ النَّاعِيَةَ".
(¬3) "العين" 2/ 272.
(¬4) "الجمهرة" 2/ 1081.
(¬5) البخاري (4406، 5550)، ومسلم (1679) من حديث أبي بكرة بلفظ: "فَلَعَلَّ بَعْضَ مَنْ يُبَلَّغُهُ أَنْ يَكُونَ أَوْعَى لَهُ مِنْ بَعْضِ مَنْ سَمِعَهُ". وانظر اليونينية 7/ 100.
(¬6) والرواية الأولى - كما ذكرها هو قريبا -: "فَلَعَلَّ بَعْضَهُمْ أَوْعَى لَهُ مِنْ بَعْضِ".

الصفحة 228