كتاب مطالع الأنوار على صحاح الآثار (اسم الجزء: 6)

"وَقَفَ" (¬1) وكذلك عنده: "وَقَفَ عُمَرُ" (¬2).
قول حسان:
"لِعِرْضِ مُحَمَّدٍ مِنْكُمْ وِقَاءُ" (¬3)
هو ما يوقى به الشيء، وقد قالوا: الوَقاء، بالفتح، والأول أفصح. قال اللحيانِي (¬4): يقال: وقيته الشيء وقيًا ووِقاية وَوَقاية (¬5) ووِقاءً.
قوله: "يَتَّقِي بِجُذُوعِ النَّخْلِ" (¬6) أي: يستتر عنه، ويجعلها وقاية بينه وبينه.

الاِخْتِلاف
قوله في التفسير: "وقال مُجَاهِدٌ: {قُوا أَنْفُسَكُمْ} [التحريم: 6] أَيْ (¬7): قِفُوا أَهْلِيكُمْ بِتَقْوى اللهِ" (¬8) كذا لابن السكن والْقَابِسِي، وعند الأصيلي:
¬__________
(¬1) انظر اليونينية 4/ 11.
(¬2) البخاري بعد حديث (2754) بلفظ: "لأَنَّ عُمَرَ - رضي الله عنه - أَوْقَفَ". والبخاري (2775) من حديث ابن عمر بلفظ: "فَأُخْبِرَ عُمَرُ أَنَّهُ قَدْ وَقَفَهَا".
(¬3) البخاري (4141)، ومسلم (2490، 2770/ 57) من حديث عائشة، والبيت بتمامه:
فَإِنَّ أَبِي وَوَالِدَهُ وَعِرْضِي ... لِعِرْضِ مُحَمَّدٍ مِنْكُمْ وِقَاءُ
(¬4) في (س، أ): (الجياني).
(¬5) ساقطة من (س، د، ش).
(¬6) البخاري (1355)، ومسلم (2931) من حديث ابن عمر.
(¬7) ساقطة من (س).
(¬8) البخاري قبل حديث (4915) بلفظ: "وَقَالَ مُجَاهِدٌ: {قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ}: أَوْصُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ بِتَقْوى اللهِ وَأَدِّبُوهُمْ". وقال الحافظ في "الفتح" 8/ 659 - 660: تنبيه: وقع في جميع النسخ التي وقفت عليها "أوصوا". ثم ذكر الخلاف فيها وتأويلها، ثم قال: وكل هذه التكلفات نشأت عن لحريف الكلمة، وإنما هي: "أوصوا" بالصاد، والله المستعان.

الصفحة 237