فإنه فيقول: كان يعرف بصاحب السواد، أي: صاحب السرِّ؛ لقوله له: "إِذْنُكَ عَلَيَّ أَنْ يُرْفَعَ الحِجَابُ، وَتَسْمَعَ سِوَادِي" (¬1).
قوله (¬2): "فَاضْطَجَعْتُ في عَرْضِ الوِسَادَةِ" (¬3) هي هاهنا الفراش (¬4).
وقوله: "فَقَامَ وَسطَهَا" (¬5) وفي الحديث الآخر: "فَوَجَدْتُهُ (¬6) وَسْطَ النَّاسِ" بإسكان السين عن أَبِي بَحْر وغيره، وعن بعضهم بفتحها (¬7). قال الجياني: وكذا رَدَّهُ (¬8) عليَّ ابْنُ صاحبِ الأحباس (¬9). وقال ابن دريد:
¬__________
(¬1) مسلم (2196) من حديث ابن مسعود، وانظر قول أبي عمر في "الاستذكار" 21/ 60.
(¬2) ساقطة من (س).
(¬3) "الموطأ" 1/ 121، البخاري (183، 4571، 4572)، مسلم (763/ 182) من حديث ابن عباس.
(¬4) قال النووي معقبًا: وهذا ضعيف أو باطل. ثم قال: والمراد بالوسادة الوسادة المعروفة التي تكون تحت الرؤوس. "شرح النووي" 6/ 45، وتابعه على ذلك الحافظ في "الفتح" 12/ 274.
(¬5) البخاري (322، 1331 - 1332)، مسلم (964) من حديث سمرة بن جندب.
(¬6) ساقطة من (د).
(¬7) "الموطأ" 2/ 566، والبخاري (5259، 5308)، ومسلم (1492) من حديث سهل بن سعد الساعدي.
(¬8) في النسخ الخطية: (رواه)، والمثبت من "المشارق" 2/ 295.
(¬9) هو أبو بكر عيسى بن محمد بن عيسى، الأندلسي، فقيه أهل المرية، وقاضيها، ومقدمهم في العلم والرواية والفتيا والأدب، كان من جلة العلماء، وكبار المحدثين والأدباء، من أهل الذكاء والفهم، روى عن: المهلب بن أبي صفرة، وأبي عمران الفاسي، وجماعة من المتأخرين، وقال القاضي عياض: أخذ عنه جماعة من شيوخنا، وحدثنا عنه أبو عبد الله بن سليمان وغيره، وتفقه عنده في البخاري وغيره، وكان يتكلم عليه رحمه الله. اهـ. قال ابن بشكوال: توفِّي بالمرية سنة سبعين وأربعمائة. وقال ابن مدير: في شعبان سنة تسعٍ وستين وأربعمائة. وقال: مولده سنة خمس وتسعين