الياء مع الميم
قوله: "فَتَيَمَّمْتُ بِهَا التَّنُّورَ" (¬1) أي: قصدت، وكذلك كل ما جاء في هذا اللفظ وقد جاء مهموزًا.
قوله: "في حُلَّةٍ يَمَنِيَّةٍ" (¬2) منسوبة إلى اليمن، وكذلك رواه العُذْرِيِّ عند أبي بحر وعند الصدفي عنه: "يَمَانِيَةٍ"، ولغيره: "في حُلَّةٍ يُمْنَةٍ" مثل غُرْفة، وهو ضرب من ثياب اليمن، قال بعضهم: ولا يقال إلاَّ على الإضافة، ومن قال: "يَمَانِيَةٍ" خفف الياء؛ لأن الألف عوض من ياء النسب، فلا يجمع بينهما عند أكثر النحاة، وحكى سيبويه جواز ذلك (¬3)، ومثله: "الإِيمَانُ يَمَانٍ، وَالْحِكْمَةُ يَمَانِيَةٌ" (¬4) يريد الأنصار, لأنهم من عرب اليمن، وقيل: بل قالها وهو بتبوك، ومكة والمدينة حينئذ بينه وبين بلاد اليمن فأراد مكة والمدينة؛ لأن الابتداء بالإيمان من مكة لمبعثه منها ثم ظهر وانتشر من المدينة، وقيل: أراد مكة والمدينة؛ لأن مكة من (¬5) أرض تهامة، وتهامة من اليمن، وكذلك: "الرُّكْنَ اليَمَانِيَ" (¬6)، و"مِنْ أَدَمٍ يَمَانٍ" (¬7)، وقد
¬__________
(¬1) البخاري (4418) من حديث كعب بن مالك.
(¬2) مسلم (941/ 46) من حديث عائشة.
(¬3) "الكتاب " 3/ 340.
(¬4) البخاري (3499، 4388، 4389)، ومسلم (52) من حديث أبي هريرة. والبخاري (3302) من حديث أبي مسعود عقبة بن عمرو
(¬5) ساقطة من (س).
(¬6) "الموطأ" 1/ 367 من قول مالك. والبخاري (1644)، ومسلم (244/ 1267) من حديث ابن عمر.
(¬7) البخاري (6642) من حديث ابن مسعود.