كتاب مطالع الأنوار على صحاح الآثار (اسم الجزء: 6)

وكذلك لما كان أكثر الأخذ والإعطاء باليمين استعير لكثرة العطاء وسعته ولسرعة القبول أيضًا. وقيل: هو إشارة إلى أفضل جهات الإعطاء والبذل والقبول والفيض. وقيل: بفضله ونعمته كما تسمى النعمة: يدًا) (¬1).
قوله: "الْمُقْسِطُونَ عَلَى مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ عَنْ يَمِينِ الرَّحْمَنِ" (¬2) (مخرج على ما تقدم من أهل اليمين أو الجنة هو المنازل الرفيعة وكثرة سعة الرحمة) (¬3).
وكذلك (¬4) قوله: "وَكِلْتَا يَدَيْهِ يَمِينٌ" (¬5) (طريقها التصديق والتسليم) (¬6).
قوله: "فَيُؤْخَذُ بِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ" (¬7)، و"أَدْخِلْهُمْ مِنَ الباب الأيْمَنِ مِنْ أَبْوَابِ الجَنَّةِ" (¬8)، هو مثل قوله: {وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ} [الواقعة:
¬__________
(¬1) سياقة هذه العبارة في (س، د، ش): (هي كلها صفات الله عز وجل نؤمن بها ولا نشتغل بتأويل ولا تمثيل، وكذلك)، والمثبت من (أ، م).
(¬2) مسلم (1827) من حديث عبد الله بن عمرو بلفظ: "إِنَّ المُقْسِطِينَ عِنْدَ اللهِ عَلَى مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ، عَنْ يَمِينِ الرَّحْمَنِ".
(¬3) ما بين القوسين من (أ، م).
(¬4) ساقطة من (أ، م).
(¬5) البخاري (1827) من حديث عبد الله بن عمرو.
(¬6) مكان العبارة في (أ، م): (تنبيه للعقول أن لا يتوهم في اليمين ولا في اليد ما قد عقلوه في أيدي المخلوقين وأن منها يمين يقابلها شمال فنبه أن اليد واليمين من صفاته التي لا تشبه ولا تتخيل وإنما ليست بمختلقة ولا بجارحة). قلت: وهذا التضارب والاضطراب في إثبات وتأويل صفات الرب جل وعلا بين النسخ الخطية، قد تكلمنا عنه بشيء من التفصيل في مقدمة الكتاب فليراجع.
(¬7) البخاري (3447) من حديث ابن عباس بلفظ: "ثُمَّ يُؤْخَذُ بِرِجَالٍ مِنْ أَصْحَابِي ذَاتَ اليَمِينِ".
(¬8) البخاري (4712)، ومسلم (194) من حديث أبي هريرة بلفظ: "أَدْخِلْ مِنْ أُمَّتِكَ مَنْ لَا حِسَابَ عَلَيْهِمْ مِنَ البَابِ الأَيْمَنِ مِنْ أَبْوَابِ الجَنَّةِ".

الصفحة 280