كتاب مطالع الأنوار على صحاح الآثار (اسم الجزء: 6)

يختصون بها (¬1). وقيل: سمي الشرط من الشرط، وهو رذال المال؛ لأنهم استهانوا أنفسهم. وقال أَبُو عُبَيْدة: سموا شُرَطًا؛ لأنهم أعلموا (¬2)، والشرط في البيع علامات بين المتبايعين (¬3). قَالَ القاضي: وعندي أنه من التأكيد للعقد، والشد من الشريط الذي هو حبل مبروم (¬4).
قوله: "اشْتَرِطِي لَهُمُ الوَلَاءَ" (¬5). أي: أعلميهم به وبحكمه وأظهريه لهم كالعلامة، ويعضد هذا رواية الشافعي (عن مالك) (¬6): "وَأَشْرِطِي (¬7) لَهُمُ" (¬8) أي: أظهري لهم حكمه. وقيل: اشترطيه عليهم كما قال: {فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ} [البروج: 10] أي: عليهم. وقيل: هو (علي وجهه) (¬9) علي وجه الزجر، كما قال: {وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ} [الإسراء: 64] والله سبحانه وتعالي لا يأمر بهذا. وقيل: بل هو على طريق التوبيخ واللوم، وأن ذلك لا ينفعهم؛ إذ كان قد بين لهم حكمه من قبل، فكأنه قال: اشترطي أو لا تشترطي؛ ذلك لا ينفعهم ولا يضركِ (¬10). ويعضد هذا رواية البخاري في حديث أم أيمن عن
¬__________
(¬1) "المشارق" 2/ 247.
(¬2) في نسخنا الخطية: (أعدوا)، والمثبت من "مجاز القرآن".
(¬3) "مجاز القرآن" 2/ 215
(¬4) في (س): (مبرم). وانظر "المشارق" 2/ 248.
(¬5) "الموطأ" 2/ 780، والبخاري (2168، 2563، 2729)، ومسلم (1504/ 8) من حديث عائشة.
(¬6) من (أ، م).
(¬7) في (س، أ، م): (واشترطي) والمثبت من (د)، وهو ما في "المشارق" 2/ 248.
(¬8) رواه الشافعي في "المسند" 2/ 71 (230)، والبيهقي 10/ 295 من طريقه بلفظ: "اشْتَرِطِي لَهُمُ الوَلَاءَ".
(¬9) من (أ، م).
(¬10) في (س): (يضرهم).

الصفحة 31