كتاب مطالع الأنوار على صحاح الآثار (اسم الجزء: 6)

والمعروف: شرعت، ثلاثي، وهو ورود الماء، وكذا جاء في الحديث الآخر: "فَشَرَعَتْ فِيهِ" (¬1) إلَّا أن تعديه بالهمزة، كقوله: "أَشْرَعَ نَاقَتَهُ" وعلي هذا جاء كل رباعي، ومعنى شرعتُ: شربتُ بفمي (¬2) من غير آلة ولا يد، والْمَشْرَعَة (¬3) والشريعة حيث يتوصل من حافة النهر إلى مائه ويورد فيه، والجمع: شرائع ومشارع (¬4)، ومنه: شريعة الدين؛ لأنها مدخل إليه. وقيل: هو من البيان والظهور، وهو أيضاً الشرع والشرعة، و {شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ} [الشورى: 13]: بيَّن وأظهر، وبه سميت الشريعة للماء والمشرعة؛ (لأنها ظاهرة، وعلي هذا يأتي تفسير قوله: {شُرَّعًا} [الأعراف: 163] رافعة رؤوسها) (¬5)؛ لأنها ظاهرة.
وقول البخاري في تفسيرها: " {شُرَّعًا} [الأعراف: 163] "شَوَارعَ" (¬6).
قال ابن قتيبة: أي: شوارع في الماء، جمع شارع، كأنه يريد شاربة، وهو قول بعضهم: خافضة رؤوسها للشرب. قال الخليل: يقال: شرع شرعًا وشروعًا إذا ورد الماء (¬7). قال ابن القوطية: شرعت في الماء: شربت بفيك، وأيضًا دخلت فيه (¬8).
¬__________
(¬1) مسلم (1753) من حديث عوف بن مالك.
(¬2) ساقطة من (د).
(¬3) في (س): (والمشروعة).
(¬4) في (د): (ومشاريع).
(¬5) ما بين القوسين ساقط من (س).
(¬6) البخاري قبل حديث (3417).
(¬7) "العين" 1/ 252.
(¬8) "الأفعال" ص 77.

الصفحة 33