كتاب مطالع الأنوار على صحاح الآثار (اسم الجزء: 6)

قوله: "شَرِقَ بِذَلِكَ" (¬1) بكسر الراء، أي: ضاق به صدره حسدًا كمن غص، ولكن الشرق بالمشروب، والغصص بالمطعوم.
قوله: "يُؤَخِّرُونَ الصَّلَاةَ إِلَي شَرَقِ المَوْتَى" (¬2) شَرَقُ الميت: غصه بريقه عند الموت، يريد أنهم يصلون ولم يبق من النهار أو من الوقت إلَّا بقدر ما بقي من حياة الميت إذا بلغ هذا المبلغ. وقيل: شَرَقُ الموتى: اصفرار الشمس عند غروبها. وقيل: هو ارتفاع الشمس على الحيطان وكونها بين القبور آخر النهار كأنها لُجَّة، يريد أنهم يؤخرون الجمعة (¬3) إلي ذلك الوقت.
ويقال: شَرَقُ الموتى: ارتفاع الشمس عند طلوعها، يقال: تلك الساعة ساعة الموتي، وهذا ليس بالبين.
قوله: "أَشْرِقْ ثَبِيرُ كَيْمَا نُغِيرُ" (¬4) أي: ادخل يا جبل في الشرق، أي: في ضوء الشمس، يقال: شرقت الشمس: طلعت، وأشرقت: أضاءت وهو امتداد ضوئها، ومنه: "نَهَي عَنِ الصَّلَاةِ حتى تَشْرُقُ الشَّمْسُ" (¬5).
أي: تطلع، وفي رواية أخري: "حَتَّى تَطْلُعَ" (¬6)، و"كيْمَا نُغِيْرُ" أي:
¬__________
(¬1) البخاري (4566، 5663، 6207، 6224)، ومسلم (1798) من حديث أسامة بن زيد.
(¬2) مسلم (534) من حديث ابن مسعود بلفظ: "يُؤَخِّرُونَ الصَّلَاةَ عَنْ مِيقَاتِهَا وَيَخْنُقُونَهَا إلى شَرَقِ المَوْتَي".
(¬3) ساقطة من (د).
(¬4) روي شطره الأول البخاري (1684) من حديث عمر. ورواه بتمامه: أحمد 1/ 39، 42، 54، وابن ماجه (3022).
(¬5) البخاري (581)، ومسلم (826/ 287) من حديث ابن عباس.
(¬6) "الموطأ" 1/ 221، والبخاري (584، 588)، ومسلم (825) من حديث أبي هريرة.
ومسلم (826) من حديث ابن عباس.

الصفحة 37