كتاب مطالع الأنوار على صحاح الآثار (اسم الجزء: 6)

الشين مع الكاف
قوله: "فَشَكَرَ اللهُ لَهُ" (¬1) أي: أثابه وزكَّي ثوابه وضاعفه. وقيل: قبل عمله. وقيل: أثنى عليه بذلك وذكره به لملائكته، والشكور في أسمائه بمعنى الذي يزكو عنده القليل من أعمال عباده فيضاعف لهم ثوابه. وقيل: الراضي بيسير الطاعة. وقيل: المجازي للعباد قبل شكرهم إياه؛ فيكون الاسم علي معنى الازدواج والتجنيس. وقيل: الشكور: معطي (¬2) الجزيل على العمل القليل. وقيل: المثني على المطيعين. وقيل: الراضي من الشكر باليسير، المثيب عليه بالجزيل.
قوله: "أَفَلَا أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا؟ " (¬3) أي: مثنيًا علي ربي بنعمته علي، ومتقلدًا (¬4) لها بالازدياد من طاعته، والشكر: الثناء علي صنع يؤتي للعبد، والحمد: الثناء وإن لم يكن عارفه، ولا موجب للمكافأة (على ذلك) (¬5).
قال الأخفش: الشكر: الثناء باللسان للعارفة يؤتاها. وقال غيره: الشكر معرفة الإحسان والتحدث به. وقيل: الشكر بالقلب وهو التسليم، قال الله تعالى: ({وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ} [النحل: 53] وباللسان، وهو الاعتراف، قال الله تعالي) (¬6): {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ} [الضحى: 11]، وبالعمل وهو الدوام
¬__________
(¬1) "الموطأ" 1/ 131، 2/ 929، والبخاري (173)، ومسلم (1914، 2244) من حديث أبي هريرة.
(¬2) في (د): (المعطي).
(¬3) البخاري (1130، 4836، 6471)، ومسلم (2819) من حديث المغيرة بن شعبة. والبخاري (4837)، ومسلم (2820) من حديث عائشة.
(¬4) في (أ): (متقلبًا)، وفي (م): (متلقيًّا).
(¬5) ساقطة من (س).
(¬6) ما بين القوسين ساقط من (س).

الصفحة 47