كتاب مطالع الأنوار على صحاح الآثار (اسم الجزء: 6)

(على الطاعة) (¬1)، قال الله تعالى: {اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا} [سبأ: 13]، وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - حين عوتب على الجهاد في العمل: "أَفَلَا أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا؟ " والشُّكور بضم الشين مصدر، ويكون أيضًا جمع شكر. وقيل: الشكر والحمد سواء. وقيل: الحمد أعم؛ لأن متعلقه الصفات والأفعال جميعًا، ومتعلق الشكر الفعل وحده.
قوله: "فَشُكَّتْ عَلَيْهَا ثِيَابُهَا" (¬2) أي: جمعت أطرافها لئلا تتكشف عند توقيها الحجارة، و"زُرَّتْ بِشَوْكَةٍ" (¬3)، وأصل الشك (¬4): النظم، شككتُه بالرمح والخلال ونحوه إذا نظمتُه.
قوله: "شَاكِي السّلَاحِ" (¬5) جامع لها، يقال: شاك وشايك إذا جمع عليه سلاحه، والشكة: السلاح، وسلاح شاكٌ بالضم. وفي "المصنف": الشاك: اللابس السلاح التام الأداة (¬6)، والشاكي والشائك: ذو الشوكة والحد في السلاح، و"نَحْنُ أَحَقُّ بِالشَّكِّ (مِنْ إِبْرَاهِيمَ) (¬7) " (¬8) أي: أنه لم يشك ونحن كذلك، فهو نفي الشك لا إثبات له. وقيل: بل قال ذلك على سبيل
¬__________
(¬1) من (أ، م).
(¬2) مسلم (1696) من حديث عمران بن حصين.
(¬3) البخاري قبل حديث (351) من حديث سلمة بن الأكوع بلفظ: "يَزُرُّهُ وَلَو بِشَوْكَةٍ".
(¬4) في (س): (الشوك).
(¬5) مسلم (1807) من حديث سلمة بن الأكوع، وهو من رجز مرحب اليهودي في غزوة خيبر، والبيت بتمامه:
قَدْ عَلِمَتْ خَيْبَرُ أَنِّي مَرْحَبُ ... شَاكِي السِّلَاحِ بَطَلٌ مُجَرَّبُ
(¬6) في (س): (الأدوات).
(¬7) في (س، ش): (بإبراهيم).
(¬8) البخاري (4537)، ومسلم (151) من حديث أبي هريرة.

الصفحة 48