كتاب مطالع الأنوار على صحاح الآثار (اسم الجزء: 6)

قوله: "عَلَيْهِ شَمْلَةٌ" (¬1) هي كساء يُشْتَمَل به. وقيل: إنما الشملة إذا كان لها هدب، وقال ابن دريد: هو كساء يؤتزر به (¬2). وقال الخليل (¬3): المِشْمَلة بالكسر: كساء له خمل متفرق يلتحف به دون القطيفة (¬4). وفي البخاري: "الْبُرْدَةُ: الشَّمْلَةُ " (¬5). وقيل: الشملة كل ما اشتمل به الإنسان من الملاحف والبرد، و"اشْتِمَالُ الصَّمَّاءِ" (¬6) إدارة الثوب علي جسده لا يخرج منه يده، والاسم الشملة، ويقال لها: الشملة الصماء، وهو التلفع أيضًا، ونهي عين ذلك لأنه إذا أتاه ما يتوقاه لم يمكنه إخراج يده بسرعة. وقيل: بل لأنه إذا أخرج يده في الصلاة انكشفت عورته، فإذا كان مؤتزرًا لم ينهه عن ذلك، وأما الاشتمال (على المنكبين الذي رواه (¬7) البخاري عن الزهري فهو التوشح (¬8)، وليس من هذا، وقيل: الاشتمال) (¬9) التخلل بالكساء أو نحوه مع رفع أحد جانبيه علي منكبيه وليس عليه غيره فتنكشف عورته.
¬__________
(¬1) مسلم (2055) من حديث المقداد بلفظ: "وَعَلَيَّ شَمْلَةٌ".
(¬2) "الجمهرة" 2/ 879.
(¬3) ساقطة من (د).
(¬4) "العين" 2/ 266.
(¬5) البخاري (1277، 2093، 5810، 6036) من حديث سهل بن سعد.
(¬6) البخاري (367، 5820، 5822، 6284) من حديث أبي سعيد الخدري. والبخاري (584) من حديث أبي هريرة. ومسلم (2091/ 72) من حديث جابر.
(¬7) في (أ، م): (ذكره في).
(¬8) البخاري معلقا قبل حديث (354).
(¬9) ما بين القوسين ساقط من (س).

الصفحة 55