كتاب مطالع الأنوار على صحاح الآثار (اسم الجزء: 6)

قوله: "ثُمَّ تَشَاءَمَتْ" (¬1) أي: أخذت نحو الشام، تشاءم الرجل، أي: أخذ نحو الشام، وأشأم: أتاه، والشأم يهمز ولا يهمز.
في الغسل: "حَتَّى تَبْلُغَ شُئُونَ رَأْسِهَا" (¬2) يعني: بالدلك والماء، وأصلها: الخطوط التي في عظم (¬3) الجمجمة، وهو مجتمع شعب عظامها، الواحد: شأن.
قوله: "إِنَّكَ لَفِي شَأْنِ" (¬4) أي: خطب حيث وقع، يهمز ولا يهمز، أي: في أمر وخطب، وجمعه: شؤون.
قوله: {كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ} [الرحمن: 29] وهذا يرجع في المعنى إلى تنفيذ ما قدَّره الله، وخلق ما (¬5) سبق في علمه، وإعطائه ومنعه، لا إحداث حال (¬6)، أو (¬7) أمر له، أو علم لم يتقدم، بل كل (¬8) ذلك سابق في علم وقدرة وإرادة، يظهر بعد ذلك منه (¬9) شيئًا شيئًا على ما سبق في علمه.
قوله: "ثُمَّ شَأْنَكَ بِأَعْلاهَا" (¬10) أي: أمرك فيه غير مضيق عليك، يريد في الاستمتاع بأعلاها، و"شَأْنَكَ" هنا منصوب بإضمار فعل، أو على
¬__________
(¬1) "الموطأ" 1/ 192 بلاغًا مرفوعًا.
(¬2) مسلم (332) من حديث عائشة.
(¬3) في (س): (أعظم).
(¬4) مسلم (485) من حديث عائشة بلفظ: "إِنِّي لَفِي شَأْنٍ وَإِنَّكَ لَفِي آخَرَ".
(¬5) في (د): (مما).
(¬6) ساقطة من (د).
(¬7) في (س، أ): (و).
(¬8) ساقطة من (س).
(¬9) ساقطة من (س).
(¬10) "الموطأ" 1/ 57.

الصفحة 6