كتاب مطالع الأنوار على صحاح الآثار (اسم الجزء: 6)

قوله: "لَمْ أَشْعُرْ" (¬1) أي: لم أعلم، {وَمَا يُشْعِرُكُمْ} [الأنعام: 109] يعلمكم، ومنه: ليت شعري، أي: ليتني أعلم، أو: ليت علمي، هل يكون كذا. قالَ ثابِتٌ: أصلها الهاء، يقال: ما شعرت شعرة، ثم حذفوا الهاء من ليت شعري. قاله من يوثق بمعرفته. وأنكر أبو زيد: شعرة، وقال: قالوا فيه: شِعْرًا وشَعْرًا.
قوله: "فَشَقَّ مِنْ قَصِّهِ إلى شِعْرَتِهِ" (¬2) وهي شعر العانة، والجمع: شِعَر بالكسر، ويقال: شِعْري أيضًا.
و"اشْتِعَالُ القِتَالِ" (¬3) هو انحدادها، ومنه:
"حَتَّى إِذَا اشْتَعَلَتْ وَشَبَّ ضِرَامُهَا" (¬4)
هي الحرب، أي: عظم أمرها واحتدَّ، شبَّهها باشتعال النار وهو التهابها.
قوله: "يَتْبَعُنِي بِشُعْلَةٍ (¬5) مِنْ نَارٍ" (¬6) والشعلة: ما اتخذت فيه النار والتهبت فيه من شيء، وأشعلتها: ألهبتها.
قوله: "فَجَاءَ رَجُلٌ مُشْعَانُّ الرَّأْسِ" (¬7) بضم الميم وسكون الشين وتشديد
¬__________
(¬1) "الموطأ" 1/ 421، والبخاري (83، 1736)، ومسلم (1306) من حديث عبد الله بن عمرو.
(¬2) البخاري (3887) من حديث أنس بن مالك.
(¬3) البخاري معلقًا عن أنس قبل حديث (945).
(¬4) البخاري قبل حديث (7096) من شعر امرئ القيس، وهو صدر بيت له، عجزه:
وَلَّتْ عَجُوزًا غَيْرَ ذَاتِ حَلِيلِ
(¬5) في النسخ الخطية: (شعلة).
(¬6) "الموطأ" 2/ 950 عن يحيى بن سعيد مرسلًا بلفظ: "يَطْلُبُهُ بِشُعْلَةٍ مِنْ نَارٍ".
(¬7) البخاري (2216)، وم في سلم (2056) من حديث عبد الرحمن بن أبي بكر بلفظ: "ثُمَّ جَاءَ رَجُلٌ مُشْرِكٌ مُشْعَانٌّ طَوِيلٌ بِغَنَمٍ يَسُوقُهَا".

الصفحة 63