كتاب مطالع الأنوار على صحاح الآثار (اسم الجزء: 6)

الشين مع الفاء
" فَأَخَذْتُ الشَّفْرَةَ" (¬1) هو السكين نفسها، وشفرة السيف: حده، و"شَفِيرُ جَهَنَّمَ" (¬2) حرفها، وشُفرة العين مضموم الشين: حرف الجفن حيث نبت الهدب، ويقال بفتح الشين.
قوله: "وَشَفَعَهَا بِهَاتَيْنِ السَّجْدَتَيْنِ" (¬3) مخفف: صيرها شفعًا بعد أن كانت فردًا ووترًا، والشَّفْعُ: الزوج، واختلف في قوله تعالى: {وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ} [الفجر: 3] فقيل: الوتر: الله، والشفع: جميع خلقه. وقيل: الوتر: يوم عرفة، والشفع يوم النحر. وقيل: الوتر: آدم وشُفِع بحواء عليه السلام.
وقيل: هما الأعداد والوتر مبدؤه وأصله، والشفع ما زاد عليه.
و"الشُّفْعَةُ" (¬4) مأخوذة من الزيادة؛ لأنه يضم ما شفع فيه إلى نصيبه، هذا قول ثعلب. و"الشَّفَاعَةُ" (¬5): الرغبة، وهي من هذا لزيادته (¬6) في الرغبة والكلام، وشفع أول كلامه بآخره.
قوله: "لَعَلَّهُ تَنْفَعُهُ شَفَاعَتِي" (¬7) قد علم أن أهل الكفر (¬8) لا تنفعهم شفاعة
¬__________
(¬1) مسلم (2055) من حديث المقداد.
(¬2) البخاري (7028) من حديث ابن عمر.
(¬3) "الموطأ" 1/ 95 من حديث عطاء بن يسار مرسلًا.
(¬4) وردت اللفظة في مواضع كثيرة منها ما في: "الموطأ" 2/ 713 عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة بن عبد الرحمن، والبخاري (2213)، ومسلم (1608/ 134) من حديث جابر.
(¬5) وردت هذِه اللفظة في مواضع كثيرة منها ما في: البخاري (335)، ومسلم (521) من حديث جابر. و"الموطأ" 2/ 824.
(¬6) في (س): (الزيادة).
(¬7) البخاري (3885، 6564)، ومسلم (210) من حديث أبي سعيد.
(¬8) في (أ): (الكتاب).

الصفحة 67