كتاب مطالع الأنوار على صحاح الآثار (اسم الجزء: 6)

الشافعين، ونهي عن الاستغفار له ولمثله، ولكنه رجا له بركته، ويخفف عنه بسبب ما كان منه إليه من الحماية والعون حتي بلغ الرسالة، فيخفف عنه (¬1) من عذابه، فتكون الشفاعة بالحال لا بالمقال.
قوله: "اشْفَعُوا تُؤْجَرُوا" (¬2) يحتمل في حوائج الدنيا، ويحتمل في المذنبين، وذلك فيما عدا الحدود، والأول أظهر.
قوله: "إِلَّا يَشِفَّ فَإِنَّهُ يَصِفُ" (¬3) بفتح الياء وشد الفاء وكسر الشين، ومعناه: إن لم يُبْدِ ما وراءه من الجسم ويظهره لصفاقته مع رقته فإنه يصف ما وراءه للصوقه به حتي يبدو حجم الجسم وتتبين الأعضاء، والشف: الثوب الرقيق المهلهل النسج الذي يبدو معه لون ما وراءه، وكذلك (كل جسم يظهر من أمامه ما وراءه) (¬4) فهو شفاف كالزجاج وغيره.
قوله: "لَا تُشِفُّوا بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ" (¬5) بضم التاء، أي: لا تزيدوا وتفضلوا، والشِّفُّ بالكسر: الزيادة والنقصان، وهو من الأضداد، والشَّفُّ بالفتح اسم من ذلك، يقال: شفَّ الشيء على الشيء شفًّا.
¬__________
(¬1) من (س).
(¬2) البخاري (1432) من حديث أبي موسى.
(¬3) رواه ابن أبي شيبة 5/ 164 (24782، 24783)، وإبراهيم الحربي في "غريب الحديث" 2/ 812 - 813، والطبري في "تاريخه" 4/ 216، والبيهقي 2/ 134 عن عمر موقوفًا. وابن أبي شيبة 5/ 164 (24785) عن ابن عمر موقوفًا.
(¬4) مكررة في (س).
(¬5) "الموطأ" 2/ 632، والبخاري (2177)، ومسلم (1584) من حديث أبي سعيد. و"الموطأ" 2/ 634، 635 من حديث عمر.

الصفحة 68