كتاب مطالع الأنوار على صحاح الآثار (اسم الجزء: 6)

قوله (¬1): "وَإِذَا شَرِبَ اشْتَفَّ" (¬2) أي: استقصى ولم يُبقِ شيئًا.
والشفافة: بقية الماء في قعر الإناء، واشتف: شرب تلك (¬3) الشفافة.
و"الشَّفَقُ" (¬4): الحمرة في الأفق الغربي من بقايا شعاع الشمس، هذا قول أكثر أهل اللغة وفقهاء الحجاز. وقيل: هو البياض بعد الحمرة، وهذا (¬5) قول أهل العراق، وحكي مثله عن مالك (¬6) أيضًا، والأول المشهور من قوله. وقال بعض أهل اللغة: الشفق ينطلق عليهما جميعًا.
وقال بعضهم: الشفق (¬7): الحمرة غير القانية، والشفق أيضًا: البياض غير الناصع، فالاسم يتناولهما فيبقى الخلاف في الحكم بماذا يتعلق منهما (¬8): هل بالأول أو بالثاني.
قوله: "فَإِنْ كَانَ الطَّعَامُ مَشْفُوهًا" (¬9) يعني: كثير الآكلين، وكذلك الماء المشفوه إذا كثر شاربوه، كأنه من كثرة الشفاه، ومنه: بئر شفه أي: بئرُ شربٍ،
¬__________
(¬1) في (د، ش): (قولها).
(¬2) البخاري (5189)، ومسلم (2448) من حديث عائشة.
(¬3) من (أ، م).
(¬4) "الموطأ" 1/ 6، والبخاري (1805، 3000) من حديث ابن عمر. والبخاري (569، 864)، ومسلم (638) من حديث عائشة. ومسلم (612) من حديث عبد الله بن عمرو. ومسلم (613) من حديث بريدة بن الحصيب. ومسلم (614) من حديث أبي موسى. ومسلم (704) من حديث أنس.
(¬5) في (د، ش): (وهو).
(¬6) في (د): (ذلك).
(¬7) من (أ، م).
(¬8) ساقطة من (س، ش، د).
(¬9) مسلم (1663) من حديث أبي هريرة.

الصفحة 69