كتاب مطالع الأنوار على صحاح الآثار (اسم الجزء: 6)

والشقيص مثل نصف ونصيف. قال في "الجمهرة": الشَّقِيص: القليل (¬1) من كل شيء (¬2).
قوله: "كَوَاهُ بِمِشْقَصٍ" (¬3) هو نصل السهم الطويل غير العريض.
وقال ابن دريد: هو الطويل العريض، وجمعه: مشاقص (¬4). وقال الداودي: هو السكين. وهو تفسير على المعنى، وفي رواية الطَّبَرِي: "بِمِشْقَاصٍ".
قوله - صلى الله عليه وسلم -: "لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي" (¬5) أي: أثقل عليهم، ومنه: "لَقَدْ شَقَّ عَلَيَّ" (¬6) أي: ثقُل علي (¬7) وعظُم، وشققت عليه إذا أدخلت عليه مشقة، ومنه: {وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ} [القصص: 27]، والمصدر: شقًّا بالفتح، وبالكسر: الجهد، ومنه: {إِلَّا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ} [النحل: 7] ومنه: "غَيْرَ مَشْقُوقٍ عَلَيْهِ" (¬8) أي: غير مجهود ويُلزم ما يشقُّ عليه.
¬__________
(¬1) ساقطة من (س).
(¬2) "الجمهرة" 2/ 865.
(¬3) في مسلم (2207) من حديث جَابِر، قال: "بَعَثَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - إِلَى أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ طَبِيبًا، فَقَطَعَ مِنْهُ عِرْقًا، ثُمَّ كَوَاهُ عَلَيْهِ". وبعده (2208) من حديثه قال: "رُمِيَ سَعْدُ ابْنُ مُعَاذٍ فِي أَكْحَلِهِ قَالَ: فَحَسَمَهُ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - بِيَدِهِ بِمِشْقَصٍ، ثُمَّ وَرِمَتْ، فَحَسَمَهُ الثَّانِيَةَ".
(¬4) "الجمهرة" 2/ 865:.
(¬5) "الموطأ" 1/ 66، 2/ 465، والبخاري (36، 887، 2972، 7240)، ومسلم (1876/ 106) من حديث أبي هريرة. والبخاري (571، 7239) من حديث ابن عباس. ومسلم (638/ 219) من حديث عائشة.
(¬6) "الموطأ" 1/ 46 من قول أبي موسى الأشعري. ومسلم (2205/ 71) من حديث جابر.
(¬7) من (أ، م).
(¬8) البخاري (2492، 2504، 2527)، ومسلم (1503) من حديث أبي هريرة.

الصفحة 73