كتاب مطالع الأنوار على صحاح الآثار (اسم الجزء: 6)

الشين مع الهاء
" وَأُرْسِلَتْ عَلَيْهِمُ الشُّهُبُ" (¬1) الشهاب: الكوكب الذي يرمى به، وشهاب النار: كل عود اشتعلت في طرفه النار، وهو القبس والجذوة.
قوله: " (بِشِهَابٍ قَبَسٍ) [النمل: 7] من باب إضافة الشيء إلى نفسه في قراءة من أضاف (¬2).
قوله: "كُنْتُ لَهُ شَهِيدًا أَوْ شَفِيعًا" (¬3) كذا جاء، وقيل: هو على الشك، وهو عندي (¬4) بعيد؛ لأن هذا اللفظ رواه نحو من عشرة من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فالأشبه أنه على التقسيم (¬5)، فيكون شهيدًا لبعضهم (شفيعًا لبعضهم) (¬6)، إما شهيدًا لمن مات في حياته كما قال: "أَمَّا هؤلاء فَأَنَا عَلَيْهِمْ شَهِيدٌ" (¬7) وشفيعًا لمن مات بعده، وإما أن يكون شهيدًا على المطيعين شفيعًا للعاصين، وشهادته لهم بأنهم ماتوا على الإسلام ووفوا (¬8) بما عاهدوا عليه الله، أو يكون بمعنى الواو، فيختص أهل المدينة بمجموع الشهادة والشفاعة، ويكون لغيرها الشفاعة وحدها، وقد جاء في
¬__________
(¬1) البخاري (773، 4921)، ومسلم (449) من حديث ابن عباس.
(¬2) قرأ عاصم وحمزة والكسائي: {بِشِهَابٍ قَبَسٍ} منونًا غير مضاف، وقرأ الباقون: (بِشِهَابِ قَبَسٍ) مضاف غير منون. "الحجة للقراء السبعة" 5/ 372.
(¬3) مسلم (1377/ 482، 483) من حديث عبد الله بن عمر.
(¬4) ساقطة من (س).
(¬5) في (س): (التفسير).
(¬6) ساقطة من (س).
(¬7) البخاري (4079) من حديث جابر بلفظ: "أَنَا شَهِيدٌ عَلَى هؤلاء".
(¬8) تحرفت في (س) إلى: (قوله).

الصفحة 79