كتاب مطالع الأنوار على صحاح الآثار (اسم الجزء: 6)

حديث: ("كُنْتُ لَهُ شَهِيدًا وَشَفِيعًا" (¬1).
قوله) (¬2): "اللَّعَّانُونَ (¬3) لَا يَكُونُونَ شُفَعَاءَ وَلَا شُهَدَاءَ يَوْمَ القِيَامَةِ" (¬4) أي: لا يشهدون مع النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم القيامة على الأمم (¬5) الخالية ولا يشفعون (¬6) معاقبة لهم بلعنهم، وقد قيل هذا في معنى الشهيد المقتول، أو تكون شهادتهم هنا أن يروا ويشاهدوا ما لهم من الخير والمنازل عند موتهم. وقيل: هو أيضًا في معنى تسمية الشهيد. وقيل: لأن الله وملائكته شهدوا له بالجنة. وقيل: لأنه شاهد ما له؛ لأنه حي.
قوله (¬7): "الشُّهَدَاءُ سَبْعَةٌ، المَبْطُونُ شَهِيدٌ" (¬8) قيل: سموا شهداء؛ لأنهم أحياء. قال ابن شميل: الشهيد: الحي. كأنه تأول: {أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ} [آل عمران: 169] أي: أحضرت أرواحهم دار السلام من حين قتلهم وموتهم، وغيرهم لا يحضرها إلَّا يوم دخولها (كما جاء) (¬9) في أرواح
¬__________
(¬1) رواه أحمد 2/ 287 من حديث أبي هريرة.
(¬2) ساقطة من (س).
(¬3) كذا في (س، د، ش، م)، وفي (أ) و"المشارق": (اللاعنون).
(¬4) مسلم (2598/ 85) من حديث أبي الدرداء بلفظ: "لَا يَكُونُ اللَّعَّانُونَ شُفَعَاءَ وَلَا شُهَدَاءَ، يَوْمَ القِيَامَةِ". و (2598/ 86) بلفظ: "إِنَّ اللَّعَّانِينَ لَا يَكُونُونَ شُهَدَاءَ وَلَا شُفَعَاءَ، يَوْمَ القِيَامَةِ.
(¬5) في نسخنا: (الأمة)، والمثبت من "المشارق" 2/ 259 وهو أليق بالمعنى.
(¬6) في (س، ش): (يشهدون).
(¬7) ساقطة من (س).
(¬8) "الموطأ" 1/ 233 من حديث جابر بن عتيك به. والبخاري (5733) من حديث أبي هريرة بلفظ: "الْمَبْطُونُ شَهِيدٌ".
(¬9) ساقطة من (س).

الصفحة 80