كتاب مطالع الأنوار على صحاح الآثار (اسم الجزء: 6)

وفي حديث الدجال: "خُذُوهُ فَاشْبَحُوهُ" (¬1) أي: مدوه للضرب، قَالَ الهروي: والشبح: مدك الشيء بين أوتاد، وكذلك المضروب يمد للجلد (¬2) وفي رِوايَة السمرقندي وابن مَاهَان: "فَشُجُّوهُ" أي: اجرحوه، وهو وهم.
"الْمُتَشَبِّعُ بِمَا لَمْ يُعْطَ" (¬3) أي: المتكثر بأكثر مما عنده أو بما ليس عنده، وقد تقدم في الثاء والزاء (¬4)، ومثله: "هَلْ لِي أَنْ أَتَشَبَّعَ مِنْ مَالِ زَوْجِي بِمَا لَمْ يُعْطِنِي؟ " (¬5) وكله من إظهار الشبع وهو جيعان.
قوله: "أَلْزَمُهُ لِشِبَعِ بَطْنِي" (¬6) باللام والباء، أي: ليشبعه، كما قال: "لِمِلْئ بَطْنِي" (¬7)، ومثله: "إِنَّ مُوسَى عليه السلام آَجَّرَ نَفْسَهُ بِشِبْعِ بَطْنِهِ" (¬8)
¬__________
والبيهقي 7/ 440 من حديث أم حكيم بنت أسيد عن أمها. وضعفه الألباني في "ضعيف أبي داود" (395).
(¬1) مسلم (2938/ 113) من حديث أبي سعيد الخدري، وفيه: "فِيِأْمُرُ الدَّجَّالُ بِهِ فَيُشَبَّحُ. فَيَقُولُ: خُذُوهُ وَشجُّوهُ".
(¬2) "الغريبين" 3/ 967.
(¬3) البخاري (5219)، ومسلم (2130) من حديث أسماء. ومسلم (2129) من حديث عائشة.
(¬4) في (د): (الواو).
(¬5) مسلم (2130) من حديث أسماء بلفظ: "فَهَلْ عَلَيَّ جُنَاحٌ أَنْ أَتَشَبَّعَ مِنْ مَالِ زَوْجِي بِمَا لَمْ يُعْطِنِي؟ ".
(¬6) البخاري (5432) من حديث أبي هريرة.
(¬7) البخاري (2047، 2350، 7354)، ومسلم (2492) من حديث أبي هريرة بلفظ: "عَلَى مِلْءِ بَطْنِي".
(¬8) لم أقف عليه، لكن قال الحافظ في ترجمة عتبة بن حصن من "الإصابة" 2/ 453: ذكر حديثه البخاري في "تاريخه" من طريق ابن المبارك عن سعيد بن يزيد عن الحارث بن

الصفحة 9