كتاب موسوعة الإجماع في الفقه الإسلامي (اسم الجزء: 6)

أن يحصر، ولهذا كان أفضل ما تطوع به الإنسان، وكان باتفاق العلماء أفضل من الحج والعمرة ومن الصلاة التطوع والصوم) (¬1).
• الموافقون على الإجماع: هو المذهب عند الحنابلة (¬2).
• مستند الإجماع: ما دلَّت عليه النصوص الصحيحة الكثيرة ومنها:
1 - عن أبي هريرة: أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- سئل: أي الأعمال أفضل؟ قال: "إيمان باللَّه ورسوله". قيل: ثم أي؟ قال: "الجهاد في سبيل اللَّه". قيل: ثم أي؟ قال: "حج مبرور" (¬3).
2 - وعن أبي ذر -رضي اللَّه عنه-: أنه سأل النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: أي الأعمال أفضل؟ قال: "الإيمان باللَّه والجهاد في سبيله" (¬4).
3 - وعن أبي سعيد -رضي اللَّه عنه- عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "أفضل الناس مؤمن آخذٌ بعنان فرسه في سبيل اللَّه، ثم رجل معتزل في شِعْبٍ من الشعاب يعبد ربه ويدع الناس من شره" (¬5).
قال ابن رجب: (فهذا نص في أن المجاهد أفضل من المتخلي لنوافل العبادات من الصلاة والذكر وغير ذلك) (¬6).
4 - ولأن الجهاد بذل المهجة والمال، ونفعه يعم المسلمين كلهم صغيرهم وكبيرهم وقويهم وضعيفهم وذكرهم وأنثاهم، وغيره لا يساويه في نفعه وخطره، فلا يساويه في فضله (¬7).
• الخلاف في المسألة: اختلف الفقهاء في أي التطوعات أفضل على أقوال منها:
• القول الأول: أفضل التطوعات الصلاة؛ لأنها أعظم القربات؛ ولجمعها أنواعًا من العبادات. وهو المذهب عند الشافعية (¬8).
• واستدلوا بما يأتي:
1 - عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص -رضي اللَّه عنه- عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- أنه قال: "استقيموا ولن تحصوا، واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة، ولا يحافظ على
¬__________
(¬1) المصدر السابق (28/ 352).
(¬2) "الإنصاف" (10/ 16).
(¬3) أخرجه البخاري في كتاب "الحج"، باب الحج المبرور (2/ 553، برقم 1447).
(¬4) أخرجه مسلم، كتاب "الإيمان"، باب بيان كون الإيمان باللَّه تعالى أفضل الأعمال. (1/ 62، برقم 260).
(¬5) أخرجه البخاري، كتاب "الجهاد والسير"، باب أفضل الناس مؤمن يجاهد (3/ 1026 برقم 2634).
(¬6) "فتح الباري" لابن رجب (4/ 121).
(¬7) "الشرح الكبير" (10/ 19).
(¬8) انظر: "التنبيه" (1/ 34)، و"إعانة الطالبين" (1/ 283).

الصفحة 43