كتاب موسوعة الإجماع في الفقه الإسلامي (اسم الجزء: 6)

الوضوء إلا مؤمن" (¬1).
2 - ولأنها تجمع من القرب ما لا تجمع غيرها من الطهارة، واستقبال القبلة، والقراءة، وذكر اللَّه -عز وجل-، والصلاة على رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، ويمنع فيها من كل ما يمنع منه في سائر العبادات، وتزيد عليها بالامتناع من الكلام، والمشي، وسائر الأفعال (¬2).
• القول الثانى: طلب العلم أفضل أعمال البر والطاعات. وبه قال بعض علماء الحنفية، (¬3) والمالكية (¬4).
• واستدلوا بما يأتي:
1 - عن أبى هريرة -رضي اللَّه عنه- مرفوعًا: "ما عُبِدَ اللَّه بشيءٍ أفضل من فقهٍ فى دين، ولفقيهٌ أشدُّ على الشيطان من ألف عابدٍ، ولكل شيءٍ عمادٌ، وعمادُ هذا الدين الفقهُ" (¬5).
2 - ولأن طلب العلم والفقه إذا صحت النية أفضل من جميع أعمال البر؛ لأنه أعم نفعًا (¬6).
• القول الثالث: اتباع الجنائز أفضل التطوعات. وبه قال مجاهد، وغيره (¬7).
واستدلوا بما روي أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "أفضل ما يعمل المرء في يومه شهود جنازة" (¬8).
• القول الرابع: أن أفضل الطاعات على قدر المصالح الناشئة عنها، فكلما عظمت المصلحة وتعدَّى نفعها كانت هي الأفضل. وبه قال الغزالي، واختاره عز الدين بن
¬__________
(¬1) أخرجه ابن ماجه (1/ 102، رقم 278)، قال البوصيرى (1/ 41): إسناده ضعيف من أجل ليث بن أبى سليم، والبيهقي فى "شعب الإيمان" (3/ 37 رقم 2803)، وصححه الألباني بالشواهد. انظر: "إرواء الغليل" (1/ 135).
(¬2) "المهذب" (1/ 82).
(¬3) "حاشية ابن عابدين" (6/ 407).
(¬4) "كفاية الطالب الرباني" (4/ 466).
(¬5) أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (2/ 265 برقم 1712)، والدارقطني في "سننه": (3/ 79 برقم 294) وزاد: (فقال أبو هريرة: لأن أجلس ساعة فأفقه أحب إلي من أن أحيي ليلة إلى الغداة)، وضعَّفه الحافظ العراقي في "المغني عن حمل الأسفار" (1/ 14).
(¬6) "حاشية ابن عابدين" (6/ 407).
(¬7) انظر: "الزهد" لابن المبارك (2/ 1)، و"فتح الباري" (3/ 193).
(¬8) ذكره الحطاب في "مواهب الجليل" (2/ 255)، ولم أجد من خرَّجه من أهل الحديث.

الصفحة 44