كتاب المسند المصنف المعلل (اسم الجزء: 6)

٣٣٢٤ - عن عطاء بن أبي رباح، عن جابر، رضي الله عنه، قال:
«لما حضر أحد، دعاني أبي من الليل، فقال: ما أراني إلا مقتولا في أول من يقتل من أصحاب النبي صَلى الله عَليه وسَلم وإني لا أترك بعدي أعز علي منك، غير نفس رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم فإن علي دينا فاقض، واستوص بأخواتك خيرا، فأصبحنا فكان أول قتيل، ودفن معه آخر في قبر، ثم لم تطب نفسي أن أتركه مع الآخر، فاستخرجته بعد ستة أشهر، فإذا هو كيوم وضعته هنية غير أذنه».
أخرجه البخاري ٢/ ٩٣ (١٣٥١) قال: حدثنا مُسدد، قال: أخبرنا بشر بن المُفَضَّل، قال: حدثنا حسين المُعَلِّم، عن عطاء، فذكره (¬١).
---------------
(¬١) المسند الجامع (٢٩٩٩)، وتحفة الأشراف (٢٤٠٩).
والحديث؛ أخرجه البيهقي في «دلائل النبوة» ٣/ ٢٩٥.
- قال ابن حجر: هكذا أخرج البخاري هذا الحديث عن مُسدد، عن بشر بن المُفَضَّل، عن حسين، ولم أره بعد التتبع الكثير في شيء من كتب الحديث بهذا الإسناد إلى جابر، إلا في البخاري، وقد عز على الإسماعيلي مخرجه، فأخرجه في مستخرجه من طريق البخاري، وأما أَبو نُعيم فأخرجه من طريق أبي الأشعث، عن بشر بن المُفَضَّل، فقال: عن سعيد بن يزيد، عن أبي نضرة، عن جابر، وقال بعده: ليس أَبو نضرة من شرط البخاري، قال: وروايته عن حسين، عن عطاء، عزيزة جدا.
قال ابن حجر: وطريق سعيد مشهورة عنه، أخرجها أَبو داود، وابن سعد، والحاكم، والطبراني، من طريقه عن أبي نضرة، عن جابر.
واحتمل عندي أن يكون لبشر بن المُفَضَّل فيه شيخان، إلى أن رأيته في «المستدرك» للحاكم، قد أخرجه عن أَبي بكر بن إسحاق، عن معاذ بن المثنى، عن مُسدد، عن بشر، كما رواه أَبو الأشعث، عن بشر، وكذا أخرجه في «الإكليل» بهذا الإسناد إلى جابر، ولفظه لفظ البخاري سواء، فغلب على الظن حينئذ أن في هذه الطريق وهما، لكن لم يتبين لي ممن هو، ولم أر من نبه على ذلك، وكأن البخاري استشعر بشيء من ذلك، فعقب هذه الطريق بما أخرجه من طريق ابن أَبي نَجيح، عن عطاء، عن جابر، مختصرا، ليوضح أن له أصلا من طريق عطاء، عن جابر، والله أعلم. «فتح الباري» ٣/ ٢١٥.

الصفحة 450