كتاب المسند المصنف المعلل (اسم الجزء: 6)

- وفي رواية: «قام فينا رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم ذات يوم على المنبر، فقال: بينما ناس يسيرون في البحر فلقيتهم الجساسة، (فقلت: وما الجساسة؟ فقال: امرأة تجر شعر جلدها ورأسها) فقالت: في هذا القصر خبر ما تريدون، فأتوه فإذا هم برجل موثق، قال: أخبروني، أو سلوني، أخبركم، فسكت القوم، فقال: أخبروني عن نخل بيسان، وعين زغر، وعمان، هل أطعم؟ قالوا: نعم، قال: فأخبروني عن حمئة زغر، هل فيها ماء؟ قالوا: نعم، هي ملأى تدفق جانبها، قال: فقال: وهو المسيح تطوى له الأرض، فيسلكها في أربعين إلا ما كان من طيبة، قال رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم: هي المدينة، ما باب من أَبوابها إلا عليه ملك صالت سيفه يمنعه منها، وبمكة مثل ذلك ثم قال: في بحر فارس ما هو، في بحر الروم ما هو - ثلاثا».
قال: فقال ابن أبي سلمة: إن في هذا الحديث شيئًا ما حفظته قال: فشهد جابر أنه ابن صياد قال: فقلت: إن ابن صياد قد مات، قال: وإن مات، قال:

⦗٥٠٣⦘
فقلت: فإنه قد أسلم، قال: وإن كان قد أسلم، قال: فإنه قد دخل المدينة، قال: وإن كان قد دخل المدينة (¬١).
- وفي رواية: «قام رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم ذات يوم على المنبر، فقال: إنه بينما أناس يسيرون في البحر فنفد طعامهم، فرفعت لهم جزيرة، فخرجوا يريدون الخبر، فلقيتهم الجساسة (قلت لأبي سلمة: وما الجساسة؟ قال: امرأة تجر شعر رأسها) قالت لهم: في هذا القصر خبر ما تريدون، فأتوه، فإذا هم برجل موثق، فقال: أخبروني، أو سلوني، أخبركم، فسكت القوم، فقال: أخبروني عن نخل بيسان، وأريحيا، أو أريحا، أأطعم؟ قالوا: نعم، قال: فأخبروني عن حمئة زغر، هل فيها ماء؟ قالوا: نعم، قالوا: هو المسيح تطوى له الأرض فيسلكها في أربعين يوما، إلا ما كان من طيبة، فقال رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم: ألا وإن طيبة هي المدينة، ما من باب من أَبوابها إلا ملك صالت سيفه يمنعه منها، وبمكة مثل ذلك، ثم قال: في بحر فارس ما هو، في بحر الروم ما هو».
---------------
(¬١) اللفظ لأبي يَعلى (٢١٧٨).

الصفحة 502