أحمد رجال الصحيح، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي (¬1).
وفي رواية: «اسم الله الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى، دعوةُ يونس بن متّى»، قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: هي ليونس خاصة أم لجماعة المسلمين؟ قال: «هي ليونس بن متّى خاصة، ولجماعة المؤمنين عامة، إذا دعوا بها، ألم تسمع قول الله عز وجل: {فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ} (¬2)»؟
هكذا جاء في هذه الرواية عن اسم الله الأعظم (¬3).
وورد في رواية صحيحة: «اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب في ثلاث سور من القرآن، في البقرة وآل عمران وطه». رواه ابن ماجة والطبراني والحاكم وسنده صحيح (¬4). فهل يتذكر المسلمون قيمة هذه الدعوة؟ وهل يدعون بها في حال كربهم وهم موقنون بإجابة ربِّهم ونجاته ونصره لهم؟
إخوة الإيمان: ومن قصة يونس عليه السلام وقومه يتبين صدق التوجه إلى الله، والتضرُّع إليه، وبالصدق والتوبة والدعاء، يرفع الله الضراء ويكشف البلوى، وتأملوا ما خصَّ الله قوم يونس بقوله تعالى: {فَلَوْلاَ كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلاَّ قَوْمَ يُونُسَ لَمَّآ آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الخِزْيِ فِي الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ} (¬5).
والمعنى: لم توجد قريةٌ آمنت بكمالها بنبيهم ممن سلف من القرى إلا قوم
¬_________
(¬1) المستدرك 2/ 382، تفسير ابن كثير عند آية الأنبياء، «سير الذهبي»: 1/ 95. وهو في «صحيح الجامع» 3/ 145.
(¬2) سورة الأنبياء: الآية 88.
(¬3) تفسير ابن كثير 3/ 320.
(¬4) صحيح الجامع 1/ 329.
(¬5) سورة يونس: الآية 98.