كتاب شعاع من المحراب (اسم الجزء: 6)

الخطبة الثانية:
الحمد لله رب العالمين {فَالِقُ الإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ} (¬1) وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، {مَّا مِن دَآبَّةٍ إِلاَّ هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا} (¬2) {وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا} (¬3).
وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، كان نومه أعدل النوم، وهو - كما قال ابن القيم رحمه الله -: أنفع ما يكون من النوم، والأطباء يقولون: هو ثلث الليل والنهار ثمان ساعات (¬4). اهـ.
اللهم صل وسلم عليه وعلى سائر الأنبياء والمرسلين.
إخوة الإسلام: وللمصطفى صلى الله عليه وسلم هديٌ في النوم حريٌّ بنا أن نعلمه ونعملَ به، فكان إذا أوى إلى فراشه للنوم قال: «باسمكَ اللهمَّ أحيا وأموتُ» (¬5). وكان من هديه أن يجمع كفيه ثم ينفث فيهما ويقرأ فيهما: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} (¬6)، و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} (¬7)، و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاس} (¬8)، ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده، يبدأ بهما على رأسه ووجهه وما أقبل من جسده - يفعل ذلك ثلاث مرات (¬9).
وكان صلى الله عليه وسلم ينام على شقِّه الأيمن، ويضع يدَه اليمنى تحت خده الأيمن، ثم
¬_________
(¬1) سورة الأنعام: الآية 96.
(¬2) سورة هود: الآية 56.
(¬3) سورة هود: الآية 6.
(¬4) زاد المعاد 1/ 159.
(¬5) رواه البخاري: 7/ 84.
(¬6) سورة الإخلاص.
(¬7) سورة الفلق.
(¬8) سورة الناس.
(¬9) رواه البخاري وغيره.

الصفحة 17