كتاب شعاع من المحراب (اسم الجزء: 6)

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ} (¬1).
عباد الله: والمتأملُ ببصيرةٍ -يرى- في هذه الشهور والأيام مزيدًا من آيات الله ونذره، تعمُّ الأرض، وتهلك من تُهلك من البشر والشجر والحيوان، تهدُّ العوامرَ، وتعصف بالحياةِ والأحياء، وتُحيل المدن الكبرى إلى مجموعة من الركام والأنقاض. لا يستوقفها سدٌّ منيع .. ولا تُحيط بها قوة أو تستطيع أن تمنعها منظمةٌ أو هيئة -مهما أُوتيت من قوة ومعرفة. زلازلُ مدمرة، وأعاصيرُ مهلكة، وفيضانات مفسدة، وانهيارات مروعة، جفافٌ وجدب، خسوف وكسوف، انزلاقات، وسيولٌ، وكوارث، جوعٌ وأمراض وقتلٌ وتشريد .. ولا ندري ما بغيب الله في المستقبل .. ولكن الواقع منذرٌ بخطر، ومخوّف لأولي الأبصار، ومفزعٌ لأهل الإيمان الذين يتخوفون من عقوبة الله وقبضته.
أيها المسلمون: والمطالعُ لما يُنشر في الصحف من عناوين مثيرةٍ يروعه الأمر -ودونكم نماذج ممّا نُشر منها خلال الأشهر الماضية- فتأملوها واعقلوا فيها ما نُذر:
زلزالان يضربان تركيا ويثيران الرعب فيها 1/ 8 / 1420 هـ.
زلزال قوي يهز شمال إيران 12/ 8/ 1420 هـ.
إيطاليا تُعلن حالة الطوارئ في مناطق الفيضانات 10/ 9/ 1420 هـ.
فنزويلا: الشوارع اختفت تحت ركام الأوحال، خمسة آلاف قتيل، وعشرون ألف مصاب، ومئة وخمسون ألف مشرّد 13/ 9 / 1420 هـ.
الهند ترحب بالمساعدة الدولية للتغلب على آثار الإعصار المدمّر 30/ 7/ 1420 هـ.
¬_________
(¬1) سورة الحج، الآية: 1.

الصفحة 245