كتاب شعاع من المحراب (اسم الجزء: 6)

أثرها جيشًا عظيمًا لتأديب الروم والانتصارِ للمظلوم، وأين مثلُ هذا في واقع المسلمين اليوم؟
رُبَّ وامعتصماهُ انطلقتْ ... ملءَ أفواهِ الصَّبايا اليُتَّمِ
لامَسَتْ أسماعَهُم لكنها ... لم تُلامسْ نخوةَ المُعتصمِ
كم يحزن القلبُ، وتدمع العين حين نسمع عن أعداد من المهاجرين المسلمين يهيمون على وجوههم في بيداءَ مهلكة، بحثًا عن المأوى، وطالبًا للقمة العيش، وقد يُقصفون في ثنايا الطريق، ولربما ماتوا عطشًا أو جوعًا في رحلة التشريد والتجويع، وهل دماء المسلمين رخيصة إلى هذا الحد؟ ! وهل قضايا المسلمين بالمهانة إلى هذا القدر؟ ! أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ} (¬1).
¬_________
(¬1) سورة الأنفال، الآية: 73.

الصفحة 259