كتاب شعاع من المحراب (اسم الجزء: 6)

موقع كنت؟ أم تراك تسند الأمر إلى غيرك، وتحاول اختلاق المعاذير لنفسك؟
لقد كان السلفُ يرون من لا يأمر ولا ينهى في عداد أموات الأحياء، وهذا حذيفةُ رضي الله عنه يُسأل: ما ميتُ الأحياء؟ قال: لا ينكر المنكر بيده ولا بلسانه ولا بقلبه (¬1). وقيل لابن مسعود: من ميت الأحياء؟ فقال: الذي لا يعرف معروفًا، ولا ينكر منكرًا.
وهذا هو المفتون الموصوف في حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنه (¬2).
أعوذ بالله من الشيطان {لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا} (¬3).
¬_________
(¬1) رواه البهيقي في ((شعب الإيمان)) 7590.
(¬2) الفتاوى 28/ 127.
(¬3) سورة النساء، الآية: 114.

الصفحة 269