كتاب شعاع من المحراب (اسم الجزء: 6)

أيها الآمر والناهي: ولا يمنعْ أن تنهى الناس وتنهى نفسك، وتأمر الناس بالمعروف وتجاهد نفسك على الالتزام به، ولئن تعمل منكرًا وأنت له كاره، فتظل تستغفرُ خيرٌ من أن تعمله وأنت باردُ القلبِ فاقدُ الإحساس، ولئن تأمر غيرك بمعروف - وأنت صادق - حتى وإن لم تطاوعك نفسُك عليه في البداية، خيرٌ من أن تدعه وتَدَع تذكير الآخرين به ولا تيأس من إصلاح نفسِك وإصلاح الآخرين.
يا عبد الله: وحذار من الاستكبار حين تؤمرُ أو تُنهى، حتى ولو كان الآمر لك أصغر سنًا أو أقلَّ علمًا، مادام يتحدثُ بحقٍّ ويأمرُ بمعروف، وإياك والعناد حتى وإن ساء أدب الناصح لك أو أخطأ في الأسلوب. فخذ منه الحقَّ، ولا تشاركه الخطأ في أسلوب الرد، فذلك من تمام العقل ومن علائم الخير، وحذار أن يركبك الشيطان وأنت لا تعلم.
اللهم اجعلنا جميعًا هداة مهتدين، ومن أصحاب اليمين، ويوم الفزع من الآمنين.

الصفحة 294