كتاب فتوح الغيب في الكشف عن قناع الريب (حاشية الطيبي على الكشاف) (اسم الجزء: 6)
[(إِنَّ اللَّهَ فالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوى يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ ذلِكُمُ اللَّهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ)].
(فالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوى) بالنبات والشجر. وعن مجاهدٍ: أراد الشقين الذين في النواة والحنطة، (يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ) أي: الحيوان، والنامي من النطف والبيض والحب والنوى، (وَمُخْرِجُ) هذه الأشياء الميتة من الحيوان والنامي.
فإن قلت: كيف قال: (مُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ) بلفظِ اسم الفاعل، بعد قوله: (يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ)؟ ........
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
له قراءة نافعٍ والكسائي وحفص عن عاصم: بالنصب، على إضمار الفاعل لدلالة ما قبله عليه، أو أقيم مقام موصوفه، وأصله: لقد تقطع ما بينكم. وقد قرئ به".
وقال صاحب "الكشف": (مَا): موصوف، و (بَيْنَكُمْ): صفته، وليس بموصول، لأن الموصول لا يحذف.
قال صاحب "الفرائد": قوله: (لَقَد تَّقَطَّعَ بَيْنَكُمْ) على إسناد الفعل إلى مصدره" يعني: وقع التقطع بينكم بعيد، لأن التقطع لازم، وما ذكره من النظر مستبعد، وهو قوله: "جمع بين الشيئين"، لأنه تقدير أصله: "أوقع الجمع بين الشيئين"، وهو من قبيل ما جعل المفعول به، لنسيانه، بتأويل جمع الجمع بينهما، أو أوقع الجمع بينهما. هذا إذا كان متعدياً، فأما إذا كان لازماً فليس كذلك. ويمكن أن يقال: إن الاستشهاد لمجرد إسناد الفعل إلى مصدره، سواء كان لازماً أو متعدياً.