كتاب فتوح الغيب في الكشف عن قناع الريب (حاشية الطيبي على الكشاف) (اسم الجزء: 6)
يقال: عجل عن الأمر: إذا تركه غير تام، ونقيضه تم عليه وأعجله عنه غيره، ويضمن معنى "سبق" فيتعدى تعديته، فيقال: عجلت الأمر، والمعنى: أعجلتم عن أمر ربكم، وهو انتظار موسى حافظين لعهده وما وصاكم به، فبنيتم الأمر على أن الميعاد قد بلغ آخره ولم أرجع إليكم، فحدَّثتم أنفسكم بموتي، فغيرتم كما غيرت الأمم بعد أنبيائهم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"من بعد ما رأيتم مني" بناءً على أن الخطاب مع عبدة العجل، وقوله: "ومن بعد ما كنت أحمل" بناءً على أن الخطاب مع وجوه بني إسرائيل.
قوله: (تم عليه)، الأساس: "تم على أمر: مضى عليه".
ونحوه: عجل عنه، في معنى: شرع فيه، ولم يتم.
"وأعجلته عن استلال سيفه: كلفته أن يعجله".
قوله: (وأعجله عنه غيره): عطف على قوله: "عجل عن الأمر: إذا تركه غير تام".
قوله: (وما وصاكم به) عطف على سبيل البيان على قوله: "عهده". ويؤيده رواية: "ما وصيتم به".
وقوله: "وهو انتظار موسى حافظين لعهده" من كلام المصنف؛ تفسير للأمر، اعتراض بين "أعجلتم" ومتعلقه، وهو: "فبنيتم". ويجوز أن يكون "وما وصاكم به" عطفاً على "أمر ربكم" على أن يكون من كلام موسى عليه السلام، وقوله: "وهو انتظار موسى حافظين لعهده" من كلام المصنف؛ معترض بين المعطوف والمعطوف عليه، فـ"الأمر" في (أعجلتم أمر ربكم): واحد الأمور والشؤون.