كتاب فتوح الغيب في الكشف عن قناع الريب (حاشية الطيبي على الكشاف) (اسم الجزء: 6)

وروي: أن التوراة كانت سبعة أسباعٍ، فلما ألقى الألواح تكسرت، فرفع منها ستة أسباعها وبقي منها سبعٌ واحد، وكان فيما رفع تفصيل كل شيء، وفيما بقي الهدى والرحمة.
(وَأَخَذَ بِرَاسِ أَخِيهِ) أي: بشعر رأسه (يَجُرُّهُ إِلَيْهِ) بذؤابته، وذلك لشدّة ما ورد عليه من الأمر الذي استفزه وذهب بفطنته، وظنا بأخيه أنه فرط في الكف.
(ابْنَ أُمَّ) قرئ بالفتح تشبيها بـ"خمسة عشر"، وبالكسر على طرح ياء الإضافة، "وابن أمي"، بالياء، "وابن إمِّ" بكسر الهمزة والميم. وقيل: كان أخاه لأبيه وأمّه، فإن صح فإنما أضافه إلى الأم، إشارة إلى أنهما من بطنٍ واحد. وذلك أدعى إلى العطف والرقة، وأعظم للحق الواجب، ولأنها كانت مؤمنة فاعتدَّ بنسبها، ولأنها هي التي قاست فيه المخاوف والشدائد، فذكره بحقها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قوله: (وروي أن التوراة كانت سبعة أسباع، فلما ألقى الألواح تكسرت، فرفع منها ستة أسباعها، وبقي منها سبع واحد، وكان فيما رفع تفصيل كل شيء، وفيما بقي الهدى والرحمة)، وروى محيي السنة: "فرفع ما كان فيه من أخبار الغيب، وبقي ما فيه من المواعظ والأحكام".
هذه الرواية منافية لما رواه قبل هذا: "أنزلت التوراة وهي سبعون وقر بعير، يقرأ الجزء منه في سنة، لم يقرأها إلا أربعة نفر: موسى، ويوشع، وعزير، وعيسى".
ورواه محيي السنة عن الربيع بن أنس. وما ذلك إلا من قلة ضبط الرواة، وعدم إتقان الناقلين، جزى الله المحدثين خيراً.
قوله: (ابن أم) قرئ بالفتح)، ابن عامر وأبو بكرٍ والكسائي: بكسر الميم، والباقون: بفتحها.

الصفحة 589