كتاب فتوح الغيب في الكشف عن قناع الريب (حاشية الطيبي على الكشاف) (اسم الجزء: 6)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وأنشد السلمي لبعضهم:
لو يسمعون كما سمعت كلامها ... خروا لعزة ركعاً وسجودا
وقال شيخنا شيخ الإسلام أبو حفص السهروردي، قدس سره:
"ورد في الحديث أن الله مسح ظهر آدم، وأخرج ذريته منه، كهيئة الذر، استخرج الذر من مسام شعر آدم، فخرج الذر كخروج العرق، وكان ذلك ببطن النعمان: وادٍ بجنب عرفة، بين مكة والطائف".
وقلت: والغرض من هذا الإطناب الإرشاد إلى التفادي عن القول في الأحاديث الصادرة عن منبع الرسالة عن الثقات، بأنها متروكة العمل، لعلة كونها من الآحاد، لأن ذلك يؤدي إلى سد باب كثيرٍ من الفتوحات الغيبية، ويحرم قائله من عظيم منح الإلهية.
روى الإمام أبو بكر البيهقي رحمه الله في "المدخل" عن الشافعي رضي الله عنه: الذين لقيناهم كلهم يثبتون خبر واحدٍ عن واحدٍ عن النبي صلي الله عليه وسلم، ويجعلونه سنة، حمد من تبعها، وعيب من خالفها. وقال الشافعي: من فارق هذا المذهب كان عندنا مفارقاً لسبيل أصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم وأهل العلم بعدهم، وكان من أهل الجهالة. وقال الشافعي: فمهما قلت من قولٍ أو أصلت من أصلٍ فيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم خلاف ما قلت، فالقول ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.

الصفحة 660