كتاب فتوح الغيب في الكشف عن قناع الريب (حاشية الطيبي على الكشاف) (اسم الجزء: 6)

أو: فأتبعه خطواته. وقرئ: "فاتبعه"؛ بمعنى: فتبعه، (فَكانَ مِنَ الْغاوِينَ): فصار من الضالين الكافرين. روي: أن قومه طلبوا إليه أن يدعو على موسى ومن معه، فأبى وقال: كيف أدعو على من معه الملائكة، فألحوا عليه ولم يزالوا به حتى فعل، (وَلَوْ شِئْنا لَرَفَعْناهُ بِها): لعظمناه ورفعناه إلى منازل الأبرار من العلماء بتلك الآيات، (وَلكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ): مال إلى الدنيا ورغب فيها. وقيل: مال إلى السفالة ......
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قوله: (روي: أن قومه طلبوا إليه أن يدعو على موسى): عن محيي السنة، عن ابن عباس، والسدي، وغيرهما، "أن موسى، لما قصد حرب الجبارين، ونزل أرض بني كنعان من أرض الشام، أتى قوم بلعام [إلى بلعم]، وكان عنده اسم الله الأعظم، فقالوا: إن موسى رجل حديد، ومعه جنود كثيرة، وإنه قد جاء ليخرجنا من ديارنا، ويقتلنا، وأنت رجل مجاب الدعوة، فاخرج وادع الله أن يردهم عنا. فقال: ويلكم، نبي الله، ومعه الملائكة والمؤمنون كيف أدعو عليهم وأنا أعلم من الله ما أعلم، وإني إن فعلت هذا ذهبت ديناي وآخرتي؟ ! فراجعوه، وألحوا عليه، فلم يزالوا يتضرعون إليه، حتى فتنوه".
قوله: ((ولكنه أخلد إلى الأرض): مال إلى الدنيا، ورغب فيها)، النهاية: "أخلد إليها، أي: ركن إليها، ولزمها". وقال الزجاج: "يقال: أخلد فلان إلى كذا وكذا، وخلد - والأول أكثر - أي: سكن إلى لذات الأرض".
قوله: (وقيل: مال إلى السفالة) الرواية بفتح السين.

الصفحة 663