كتاب فتوح الغيب في الكشف عن قناع الريب (حاشية الطيبي على الكشاف) (اسم الجزء: 6)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وقال الشيخ أبو القاسم القشيري في كتاب "مفاتيح الحجج ومصابيح النهج": "أسماء الله تعالى تؤخذ توقيفاً، ويراعى فيه الكتاب والسنة والإجماع. فكل اسم ورد به في هذه الأصول وجب إطلاقه في وصفه تعالى، وما لم يرد فيها لا يجوز إطلاقه في وصفه تعالى وإن صح معناه".
وقال الزجاج: "لا ينبغي لأحدٍ أن يدعوه بما لم يصف به نفسه، فيقول: يا الله، يا رحمن، يا جواد، ولا يقول: يا سخي، لأنه لم يصف به نفسه، ويقول: يا رحيم، لا: يا رفيق، ويقول: يا قوي، لا: يا جلد".
وقال الإمام: "قال أصحابنا: ليس كل ما صح معناه جاز إطلاقه عليه سبحانه وتعالى، فإنه الخالق للأشياء كلها، ولا يجوز أن يقال: يا خالق الذئب والقردة. وورد: (وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا) [البقرة: 31]، (وعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُن تَعْلَمُ) [النساء: 113]، (وعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا) [الكهف: 65]، ولا يجوز: يا معلم، ولا يجوز عندي: يا محب، وقد ورد: (يُحِبُّهُمْ ويُحِبُّونَهُ) [المائدة: 54] ". تم كلامه.
وأما الصفات فكذلك، فكل ما ثبت بالكتاب والسنة من الصفات والأفعال، كجواز الرؤية، وخلق أفعال العباد، دون ما تشتهيه النفس، ويميل إليه الوهم، هو الذي يجب أن يتبع.

الصفحة 678