كتاب فتوح الغيب في الكشف عن قناع الريب (حاشية الطيبي على الكشاف) (اسم الجزء: 6)

(فَمَرَّتْ بِهِ) فمضت به إلى وقت ميلاده من غير إخداجٍ ولا إزلاق.
وقيل: (حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفاً) يعني: النطفة، (فَمَرَّتْ بِهِ) فقامت به وقعدت. وقرأ ابن عباسٍ رضي الله عنه: "فاستمرت به"، .......
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وفائدة هذا الوجه: بيان المقصود الأول من الازدواج للتوالد والتناسل، حيث أوقع الغشيان ومقدمته، أي: السكون، علة للجعل.
ومن عنده أدنى مسكةٍ يعلم أن الجماع غير مطلوب بالذات، وإنما هو ذريعة إلى تكثير نوع الإنسان، فظهر من هذا أن عطف (فلما تغشاها) على (ليسكن) مانع عن أن يحمل "السكون" على الأنثى.
قوله: (إلى وقت ميلاده)، وهو من إضافة العام إلى الخاص، نحو: كل الدراهم، لأن الميلاد هو "اسم الوقت الذي ولد فيه، والمولد: الموضع الذي ولد فيه". قاله الجوهري.
وأما في "الأساس" فهما سيان، قال: "مولده وميلاده: وقت كذا".
قوله: (من غير إخداجٍ)، الأساس: "ناقة خادج: ألقت ولدها قبل الوقت، وإن تم خلقه. ومخدج: جاءت به ناقص الخلق، وإن كان لوقته".
قوله: (ولا إزلاق)، الأساس: "ومن المجاز: أزلقت الرمكة: أسقطت، وهي مزلاق، وولدها زليق".
قوله: ((فمرت به): فقامت به وقعدت): قال الزجاج: " (فمرت به)، معناه: استمرت به، قعدت وقامت، فلم يثقلها".
ومن ثم عقبه المصنف بقراءة ابن عباس: "واستمرت به".

الصفحة 699