كتاب فتوح الغيب في الكشف عن قناع الريب (حاشية الطيبي على الكشاف) (اسم الجزء: 6)

وروي: أنها لما نزلت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كيف - يا رب - والغضب؟ » فنزل: (وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطانِ نَزْغٌ). ويجوز أن يراد بنزغ الشيطان: اعتراء الغضب، كقول أبي بكر رضي الله عنه: "إنّ لي شيطاناً يعتريني".
[(إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذا مَسَّهُمْ طائِفٌ مِنَ الشَّيْطانِ تَذَكَّرُوا فَإِذا هُمْ مُبْصِرُونَ* وَإِخْوانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الغَيِّ ثُمَّ لا يُقْصِرُونَ)].
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قوله: (لما نزلت)، أي: قوله تعالى: (خُذِ العَفْوَ وامُرْ بِالْعُرْفِ وأَعْرِضْ عَنِ الجَاهِلِينَ) [الأعراف: 199]، قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "كيف، يا رب، والغضب؟ ! "، أي: كيف أصنع مع الظالم، والغضب حامل على الانتقام؟ فقيل: إن الغضب من نزغ الشيطان (وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ).
روينا عن أبي داود، عن عطية، قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "إن الغضب من الشيطان" الحديث.
قوله: (ويجوز أن يراد بنزغ الشيطان: اعتراء الغضب)، فالتقدير: (خُذِ العَفْوَ وامُرْ بِالْعُرْفِ وأَعْرِضْ عَنِ الجَاهِلِينَ)، وإن اعتراك منه فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم.
روينا عن البخاري ومسلم وأبي داود، عن سليمان بن صرد، قال: استب رجلان

الصفحة 721