كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 6)

وفي رواية عن الأشعث أنه قال: اشتريتُ يميني مرَّةً بسبعين ألفًا.
وبسببه نزل قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا} [آل عمران: 77].
قال أحمد بن حنبل بإسناده عن عبد الله، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "مَن حَلَف على يمين هو فيها فاجِرٌ ليَقتطِع بها مال امرئ مسلم، لقي الله وهو عليه غضبان" فقال الأشعث: فيَّ والله [كان] ذلك، كان بيني وبين رجل من اليهود أرضٌ، فجّحدني، فقدّمته إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال لي: "ألك بَيِّنة؟ " قلت: لا، فقال لليهودي: "حلف"، قال: قلت يا رسول الله، إذن يَحلف، ويذهب مالي، فأنزل الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا} الآية. أخرجاه في الصحيحين (¬1).
وليس للأشعث في الصحيحين غيره.
وأخرج أحمد في "المسند" عن الأشعث، أن الخصومة كانت بين الأشعث وابن عمٍّ له في بئر كانت في يد ابن عمه، فجَحده إيّاها (¬2).
وحكى ابن سعد: أن أول مَن مَشَت الرِّجال معه وهو راكب الأشعث (¬3).
وقال قيس بن أبي حازم: شهدتُ جنازةً فيها الأشعث وجرير بن عبد الله، فقال له جرير: تقدّم، فقال: لا بل أنت أولى، لأني ارتددت عن الإسلام، وأنت يا جرير لم ترتد (¬4).
قال هشام: وكان الأشعث داهيةً من دواهي العرب.
قال الخطيب أبو بكر بإسناده عن عكرمة، عن ابن عباس (¬5) قال: خطب أمير المؤمنين علي - عليه السلام - أم عمران بنت سعيد بن قيس الهَمْداني على ابنه الحسن بن علي، فقال سعيد: حتى أستأذن أمَّها، فقال: قم فوامرها، فخرج من عنده، فلقيه الأشعث بن قيس بالباب، فأخبره الخبر فقال: ما تريد من الحسن؟ يفخر عليها ويقول:
¬__________
(¬1) مسند أحمد (3597) و (21837)، وصحيح البخاري (2416)، وصحيح مسلم (138).
(¬2) مسند أحمد (21848).
(¬3) طبقات ابن سعد 6/ 237.
(¬4) تهذيب الكمال (524)، والسير 2/ 40، والإصابة 1/ 80.
(¬5) أخرجه ابن عساكر 3/ 45 من طريق الهيثم بن عدي، عن عبد الله بن عياش، وذكره المزي في تهذيبه.

الصفحة 420