كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 6)

قال ابن سعد بإسناده عن ابن شهاب قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أَشبَهُ من رأيتُ بجبريل دِحية الكلبي" (¬1).
وقيل إنما شَبَّهه بجبريل لأنه كان يدخل على الملوك في زيٍّ حَسَن.
قال ابن سعد بإسناده عن عامر الشّعبي قال: شَبَّه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثلاثة نَفَرٍ من أمَّته فقال: دحية الكلبي يشبه جبريل، وعُروة بن مسعود الثَّقَفي يُشبه عيسى بن مريم، وعبد العُزَّى يُشبه الدَّجَّال.
وقال ابن سعد بإسناده عن القاسم بن محمد، عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: وَثب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وَثْبةً شديدة، فنظرتُ فإذا معه رجلٌ واقف على بِرْذَون، عليه عمامةٌ بَيضاء، قد سَدَل طَرَفها بين كتفَيه، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - واضعٌ يدَه على مَعْرَفَة برذَوْنه، قالت: فقلت: يا رسول الله، لقد راعَتُني وَتُبْتُك، من هذا؟ قال: "ورأيتِه؟ ! " قلت: نعم، قال: "مَن رأيتِ؟ " قلت: دِحية بن خَليفة الكلبي، قال: "ذاك جبريل" (¬2).
وقد ذكرنا هذا المعنى في عدَّة مواضع، وذكرنا أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كتب إلى قيصر يَدعوه إلى الإسلام، وبعث بكتابه مع دِحية، وأمره أن يَدفعه إلى عظيم بُصرى، ليدفعه إلى قيصر.
ذكر وفاته:
ذكر ابن سعد (¬3) أنه بقي إلى خلافة معاوية بن أبي سفيان، ولم يذكر تاريخ وفاته.
وقال هشام: مات سنة أربعين، وقيل: سنة خمسين، والأول أشهر، وقد ذكره الواقدي.
وليس في الصحابة مَن اسمُه دِحية غيره، واتّفقوا على أنه لم يُعقب، وكانت وفاتُه
¬__________
(¬1) طبقات ابن سعد 4/ 235.
(¬2) طبقات ابن سعد 4/ 235.
(¬3) في طبقاته 4/ 236.

الصفحة 430