كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 6)

قال: ولما آخى النبي - صلى الله عليه وسلم - بين المهاجرين والأنصار، آخى بينه وبين نفسه وقال: "أنت أخي في الدنيا والآخرة" (¬1).
وحكاه ابن سعد وفيه: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - وضع يده على مَنْكِب علي وقال: "أنت أخي تَرثني وأرِثُك"، فلما نزلت آية المواريث قطعه ذلك.
وقد روي أن النبي - صلى الله عليه وسلم - آخى بين علي وبين سهل بن حُنَيف، والأول أشهر (¬2).
قال الموفَّق: وكان علي - عليه السلام - كثير المناقب.
قال أحمد بن حنبل: لم يُرْوَ في فضائل الصحابة بالأسانيد الحسان مثل ما روي في فضائله.
قال: وكان أمير المؤمنين من أشجع الناس، لم يُبارز قطّ قِرنًا إلا قتله؛ إلا من اعتصم منه بالفِرار، ومشاهده مشهورة.
قال: وكان أقضى الناس بالحديث.
وقال عمر: أقضانا علي، وقال ابن عباس: إذا ثبت لنا عن علي شيءٌ لم نَعْدُه إلى غيره.
قال: وسار في الناس بسيرة أبي بكر - رضي الله عنه - في القسم والتسوية بين الناس، وإذا ورد عليه مال لم يُبق منه شيئًا إلا قسمه ويقول: يا دنيا غُرِّي غيري، ولم يكن يَخصُّ به حميمًا ولا قريبًا، ولا يَخصُّ بالولايات إلا أهل الدّيانات. وهذا قول الموفق رحمه الله (¬3)، وقد جمع له كتابًا مفردًا في فضائله.
قلت: وقد جمع الإمام أحمد: ن حنبل كتابًا في فضائل أمير المؤمنين، ورواه النسائي، ووقع إلي بمصر في سنة أربعين، ونقلتُ منه.
وقد ذكرنا صفة أمير المؤمنين فيما تقدّم؛ عند ولايته الخلافة، وقد جمعتُ في هذا الكتاب لُمَعًا من فضائله الزاهرة من الكتاب العزيز، والسنة الطاهرة.
¬__________
(¬1) التبيين 120 - 121.
(¬2) طبقات ابن سعد 3/ 20 - 21.
(¬3) التبيين 121، 122، 123، 125.

الصفحة 435