كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 6)

ومنها في الواقعة {وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ (10)} [الواقعة: 10] قال ابن عباس: أول السابقين إلى الإسلام علي - عليه السلام - (¬1).
ومنها في المجادلة قوله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَينَ يَدَي نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً} [12] قال ابن المسيّب: تصدَّق أمير المؤمنين بدينار، ثم ناجى الرسول، فاقتدى به الناس.
وحكى الثّعلبي (¬2)، عن مجاهد قال: قال علي - عليه السلام -: إن في كتاب الله آية؛ ما عمل بها أحد قبلي، ولا يعمل بها أحد بعدي، وتلا هذه الآية وآية الرُّخصة.
ومنها قوله تعالى {لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ} إلى قوله {أُولَئِكَ هُمْ خَيرُ الْبَرِيَّةِ} [البينة: 1 - 7] قال ابن مسعود: هم علي - عليه السلام - وأهل بيته (¬3).
وقد ذكرنا قصة الوليد بن عُقبة بن أبي مُعيط، وأنه نزل فيه وفي علي - عليه السلام -: {أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا} وهو أمير المؤمنين {كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا} الوليد {لَا يَسْتَوُونَ} [السجدة: 18] (¬4)، في آيات كثيرة.
وأما السنة فأحاديث، منها: استخلاف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إياه في أهله في غزاه تبوك، وقال أحمد بن حنبل بإسناده عن مصعب بن سعد، عن أبيه سعد بن أبي وقاص قال: لما خَلّف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - علي بن أبي طالب في غزاة تبوك في أهله قال: يا رسول الله، تُخلِّفُني في النساء والصبيان؟ فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى؟ غير أنه لا نبي بعدي".
أخرجاه في الصحيحين (¬5)، وهو حديث كثير الروايات وقد أخرجه مسلم وزاد فيه: أن معاوية قال لسعد بن أبي وقاص: ما منعك أن تسُبَّ أبا تراب؟ فقال سعد: أما ما
¬__________
(¬1) انظر الدر المنثور 6/ 154.
(¬2) في تفسيره 9/ 261 - 262، وانظر أسباب النزول 438، والدر المنثور 6/ 185 - 186.
(¬3) انظر الدر المنثور 6/ 379.
(¬4) أسباب النزول 367 - 368، وانظر الدر المنثور 5/ 178. وانظر في هذا الفصل كله: ذخائر العقبى 88 - 89.
(¬5) مسند أحمد (1583)، وصحيح البخاري (4416)، وصحيح مسلم (2404) (31).

الصفحة 438