كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 6)

انفرد بإخراجه مسلم (¬1)، وأخرج الترمذي بمعناه، فقال: حدثنا واصل بإسناده، عن المُساور الحِميريّ، عن أمِّه قالت: دخلتُ على أم سلمة، فسمعتُها تقول: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "لا يُحبُّ عليًّا منافق، ولا يُبغضه مؤمن".
وروى الترمذي عن أبي سعيد الخدري قال: إن كنا لنَعرف المنافقين إلا ببُغْضهم عليَّ بن أبي طالب (¬2).
حديث الأضحية:
قال أحمد في "المسند" (¬3) بإسناده عن علي - عليه السلام - قال: أمرني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن أُضحِّي عنه، فأنا أُضحّي عنه بكَبْشَين أملَحين.
قال الزهري: وإنما خَصَّ أميرَ المؤمنين بذلك دون غيره لقربه منه، ومنزلته عنده، فصار كأنه فعل ذلك بنفسه.
حديث القضيب الأحمر:
قال أحمد في "الفضائل" (¬4) بإسناده عن زيد بن أرقم قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من أحب أن يتمسّك بالقضيب الياقوت الأحمر؛ الذي غرسه الله بيمينه في جنة عدن؛ فليتمسك بحبّ علي بن أبي طالب" كرّم الله وَجهه.
حديث ردِّ الشمس:
حدثنا غير واحد عن أبي الفضل بإسناده، عن إبراهيم بن الحسن البصري، عن فاطمة بنت الحسين، عن أسماء بنت عُمَيس قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُوحى إليه ورأسُه في حِجر علي بن أبي طالب، فلم يُصلِّ العصرَ حتى غربت الشمس، فقال: يا علي صلَّيتَ العصر؟ قال: لا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اللهمَّ إنه كان في طاعتك وطاعة رسولك، فاردُد عليه الشمس". قالت أسماء: فلقد رأيتُها غربت، ثم رأيتُها طَلعت بعد ما غربت.
قلت: وقد طعن في صحّة هذا الحديث جدّي رحمه الله؛ فإنه ذكره في "الموضوعات" (¬5) قال جدي: فإن صلاة العصر صارت قَضاءً بغَيبوبة الشمس، فرجوع
¬__________
(¬1) في صحيحه (78).
(¬2) سنن الترمذي (3717) و (3717 م).
(¬3) برقم (1279).
(¬4) برقم (1132).
(¬5) برقم (667).

الصفحة 443