كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (اسم الجزء: 6)

فما لك قد أقمتَ بدار ذُلٍّ ... وأرض الله واسعةٌ فضاءُ
تَبلَّغْ باليسير فكلُّ شيءٍ ... من الدنيا يكون له انقِضاءُ (¬1)
وقال: [من البسيط]
لا تَخْضَعنَّ لمخلوقٍ على طَمْعٍ ... فإن ذاك مُضِرٌّ منك بالدَّينِ
واسترزقِ الله مما في خزائِنه ... فإن ذلك بين الكافِ والنُّونِ (¬2)
وقال: [من الهَزج]
ولا تَصحبْ (¬3) أخا الجَهلِ ... وإيَّاك وإياهُ
فكم من جاهلٍ أردى ... حكيمًا حين آخاهُ
يُقاسُ المرءُ بالمرءِ ... إذا ما المرءُ أدناهُ
وللشيءِ على الشيءِ ... علاماتٌ وأَشباهُ
وذكر الغزالي (¬4) في كتاب "سر العالمين" وقال: قال أمير المؤمنين: [من البسيط]
المرء في زَمنِ الإقبالِ كالشَّجَرةْ ... وحولَها الناسُ ما دامت بها الثَّمرَهْ
حتى إذا ما عَرَتْ عن حَملها انصرفوا ... عنها عُقوقًا وقد كانوا بها بَرَرَهْ
وحاولوا قَطعها من بعد ما شَفَقوا .. دَهرًا عليها من الأرباح والغَبرهْ
قَلَّت مُروآتُ أهلِ الأرضِ كلهم ... إلّا الأقل فليس العشر من عَشَرَهْ
لا تَحْمَدَنَّ امرءًا حتى تُجَرِّبَه ... فرُبَّما لم يُوافق خُبرُه خَبَرَهْ
¬__________
(¬1) ديوانه 6، ونسبها إليه ابن حمدون في تذكرته 1/ 79 وروايتها عنده: غيرُ القضاءِ، واسعةُ الفضاءِ، إلى انقضاءِ.
(¬2) ديوانه 95، ونسبهما ابن حبان في روضة العقلاء 132 إلى أبي العتاهية، ونسبهما أبو الفرج في الأغاني 20/ 59 إلى أبي محمد التيمي، وبلا نسبة في آداب الدنيا والدين 298.
(¬3) في (خ): لا تصحبن، والأبيات في ديوانه 100، والعزلة 67 والإبانة 2/ 465، وسر العالمين 1/ 6، وتاريخ دمشق 12/ 399 (مخطوط). وانظر المجالسة وجواهر العلم (1379/ 1)، وديوان أبي العتاهية 665 - 666.
(¬4) في (خ): العراقي. والأبيات في سر العالمين وكشف ما في الدارين للغزالي 16.

الصفحة 456