كتاب اللامع الصبيح بشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 6)

عَنْ عُرْوَةَ: دَخَلَ النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - عَامَ الْفَتْح مِنْ كَدَاءٍ مِنْ أَعْلَى مَكَّةَ، وَكَانَ عُرْوَةُ أَكثَرَ مَا يَدْخُلُ مِنْ كَدَاءٍ، وَكَانَ أَقْرَبَهُمَا إِلَى مَنْزِلِهِ.

1581 - حَدَّثَنَا مُوسَى، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبيهِ: دَخَلَ النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - عَامَ الْفَتْح مِنْ كَدَاءٍ، وَكَانَ عُرْوَةُ يَدْخُلُ مِنْهُمَا كِلَيْهِمَا، وَأَكثَرُ مَا يَدْخُلُ مِنْ كَدَاءٍ أَقْرَبهِمَا إِلَى مَنْزِلِهِ.
قَالَ أَبُو عَبْدِ الله: كَدَاءٌ وَكُدًا مَوْضعَانِ.

(باب: مِن أين يَخرُج؟)
أهملَهما (ك)، وأدخَل ما فيهما فيما قبلَهما؛ لتقارُبِ الكلِّ في المعنى.
(العليا) هو الّتي يُنزَلُ منها إلى مقابر مكَّة، وهي بجنْب المُحَصَّب.
(السفلى) الّتي في أسْفَل مكّة، وإنّما فَعَل النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - ذلك -وهو مُخالفة الطَّريقَين- تفاؤُلًا بتغيُّر الحالِ إلى أكمَلَ منها، أو ليَشهدَ له الطَّريقان، أو ليَتبرَّك به أهلُهما، أو لغير ذلك، أي: كما هي عادتُه في العِيْد وغيره، ثمّ قال الرَّافِعِيُّ: إن في ذلك سُنَّةً في حقِّ مَنْ طَريقه ذلك، قال (ن): وكذا مَنْ ليس ذلك طريقُه، فهو سُنَّةٌ مطلقًا.
(كدا)؛ أي: العُليا الّتي دخَل منها على المشهور، وعليه الجمهور، فيها فتح الكاف، والمدُّ، بخلافِ السُّفْلى الّتي خرجَ منها، فإنها بضَم الكاف، والقَصْر.
قال (ن): وأمّا كُديٌّ بضم الكاف، وتشديد الياء، فهي في طريقِ

الصفحة 42