كتاب مستخرج أبي عوانة ط الجامعة الإسلامية (اسم الجزء: 6)
2192 - أخبرنا يونس، قال: أبنا ابن وهب أن مالكًا (¬1)
[حدثه]، ح
وحدثنا أبو الجماهر الحمصي (¬2)، قال: ثنا يحيى بن صالح، قال: ثنا مالك، ح
وحدثنا الصغاني، قال: ثنا إسحاق بن عيسى (¬3)، قال: ثنا مالك، قالوا -كلهم-: عن نافع، عن ابن عمر، أنَّ حفصة -أمَّ المؤمنين- أخبرته، "أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان إذا سكت المؤذن من الأذان لصلاة الصبح وندا (¬4) الصبح صلى ركعتين خفيفتين
-[130]- قبل أن تقام الصلاة" (¬5).
¬_________
(¬1) في (ل) و (م) بعده: "حدثه".
و"مالك" هو الملتقى بين المصنف والإمام مسلم، رواه عن يحيى بن يحيى عنه، به، بلفظ: "وبدا الصبح". الكتاب والباب السابقان، (1/ 500) برقم (723).
(¬2) هو: محمد بن عبد الرحمن، وشيخه "يحيى" هو الوحاظي.
(¬3) هو البغدادي، ابن الطباع.
(¬4) كذا في جميع النسخ -بالنون، بدون الهمزة-، وفي صحيح مسلم والبخاري (618) والموطأ -رواية الحدثاني- (103)، (ص 98)، كذلك نسخة (التمهيد) (15/ 309)، وكذا عند أحمد في المسند (6/ 284) -عن ابن مهدي- والنسائي في (المجتبى) (3/ 255) و (الكبرى) (1454)، (1/ 455) -من طريق ابن القاسم- كلهم عن مالك، بلفظ: (بدا) بالباء الموحدة.
قال الحافظ في "الفتح" (2/ 121): "وقوله: "وبدا الصبح" بغير همز، أي: ظهر، وأغرب الكرماني فصحح أنه بالنون المكسورة، والهمزة بعد المد، وكأنه ظن أنه =
-[130]- = معطوف على قوله: "للصبح"، فيكون التقدير: واعتكف لنداء الصبح، وليس كذلك فإن الحديث في جميع النسخ من الموطأ والبخاري ومسلم وغيرها بالباء الموحدة المفتوحة، وبعد الدال ألف مقصورة، والواو فيه واو الحال لا واو العطف ... ".
قلت: كذا قال الحافط، والذي في شرح الكرماني هو: "بدا الصبح" أي: ظهر، وفي بعضها (ندا) بالنون، وهو الأصح" وليس فيه أنه ضبطه بالهمزة والمد.
انظر: صحيح البخاري بشرح الكرماني (5/ 18 - 19).
هذا، ولم ترد هذه الجملة -على الوجهين- في رواية يحيى (1/ 127)، وأما رواية الشيباني فلفظة: "بدأ" -بالموحدة والهمزة- (244)، (ص 92) و (1/ 638) - مع "التعليق الممجد"، ومثله في سنن الدارمي (1466)، (1/ 358)، من رواية خالد بن مخلد، عن مالك، به. وأما لفظ رواية أبي مصعب (317) (1/ 124): "وأراد". والذي يظهر لي أن الصحيح ما في صحيح مسلم وغيره، وغير بعيد منه في الصحة -معنى- (بدأ) ويتلوه ما عند المصنف. على أنني لم أجد له محملًا لغويًّا سائغًا، والذي يفهم من كلام الكرماني أنه بمعنى: ظهر، وأما الوجه الأخير فلا وجه فيه للصحة. والله تعالى أعلم.
(¬5) وأخرجه البخاري في "الأذان" (618) باب الأذان بعد الفجر، (2/ 120، مع الفتح)، عن عبد الله بن يوسف، عن مالك، به، بنحوه بلفظ: "كان إذا اعتكف المؤذن للصبح ... ".