كتاب مستخرج أبي عوانة ط الجامعة الإسلامية (اسم الجزء: 6)

[باب] (¬1) بيانِ إباحةِ القنوت في صلاة الفجر إذا أراد أن يدعو لأحد، أو يدعو على أحد بَعْد ما يرفع رأسَه من الرُّكوعِ، ويقول: سمع الله في حمِدَه ربَّنا ولك الحمدُ، ثم يدعو شيئًا يسيرًا، والدليلِ على أنه لا يزيدُ فيه على الدعاء الذي يدعو لمن أراد أو (¬2) يدعو عليه، ويسجد، وعلى أنَّ تركَ النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- ذلك (¬3) في قنوته (¬4) لعنُ أَحْيَاءٍ (¬5) من العرب، وبيان الخبر المُبِيْحِ له
¬_________
(¬1) من (ل) و (م).
(¬2) في (ط): (أن يدعو).
(¬3) في (ط): (من ذلك)، وهو خطأ.
(¬4) (ك 1/ 473).
(¬5) جمع (حي) وهو الواحد من أحياء العرب. و (الحي): البطن من بطون العرب. انظر: جمهرة اللغة لابن دريد (1/ 65 - ح ي ي)، اللسان (14/ 215 - حيا)، القاموس المحيط (ص 1649 - الحي).
وربما استعمل في أعم من ذلك، انظر: نهاية الأرب (ص 22).
2217 - حدثنا يونسُ بن عبد الأعلى، قال: ثنا ابنُ وَهْب (¬1)،
-[149]- قال: أخبرني يونس، عن ابن شهاب، عن [سعيد] (¬2) بن المسيِّب أخبره وأبو سلمة بن عبد الرحمن، أنهما سمعا أبا هريرة يقول: "كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول حين يفرغ من صلاة الفجر من الغداة (¬3) ويكبر، ويرفع رأسه من الركوع، ويقول: سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد، ثم يقول -وهو قائم-: اللهم أَنْجِ الوليدَ بن الوليد (¬4)، وسلَمَةَ بن هشام (¬5) وعياش بن أبي ربيعة (¬6)، والمستضعفين من المؤمنين، اللهم اشْدُدْ
-[150]- وطأتَكَ (¬7) على مضر (¬8)، واجعلْها (¬9) عليهم كسني يوسف (¬10)، اللهم العَنْ لِحْيَان (¬11)، ورِعْلا (¬12)، وذكوان (¬13)،
-[151]- وعُصَيَّةَ (¬14) -عَصَتِ الله ورسولَه-. ثم بلغنا (¬15) أنه ترك لما أنزل الله عليه: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ} (¬16) " الآية.
¬_________
(¬1) هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن أبي الطاهر، وحرملة بن يحيى، قالا: أخبرنا ابن وهب، به، بمثله، سوى لفظة سيردُ بيانها في محلها.
كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب استحباب القنوت في جميع الصلاة، إذا نزل بالمسلمين نازلة (1/ 466 - 467) برقم (675).
(¬2) من (ل) و (م).
(¬3) في صحيح مسلم: "من القراءة".
(¬4) ابن المغيرة القرشي المخزومي، أخو خالد بن الوليد -رضي الله عنهما- وكان ممن شهد بدرًا مع المشركين، وأُسِرَ وفَدَى نفسه، ثم أسلم، فحُبس بمكة، ثم تواعد هو وسلمة وعياش المذكورون معه، وهربوا من المشركين، فعلم النبي -صلى الله عليه وسلم- بمخرجهم فدعا لهم. ومات الوليد لما قدم على النبي -صلى الله عليه وسلم-. انظر: الثقات (3/ 430)، الاستيعاب (2753)، (4/ 118)، أسد الغابة (5479)، (5/ 423)، الإصابة ت (9172)، (6/ 484)، الفتح (8/ 74).
(¬5) ابن المغيرة القرشي المخزومي، وهو ابن عم الذي قبله، وهو أخو أبي جهل، وكان من السابقين إلى الإسلام، واستشهد في خلافة أبي بكر بالشام سنة 14 هـ -رضي الله عنه-. انظر: الاستيعاب (1037)، (2/ 203)، أسد الغابة (2190)، (2/ 531)، الإصابة ت (3415)، (3/ 130).
(¬6) ابن المغيرة القرشي المخزومي، أبو ربيعة، اسمه: عمرو بن المغيرة. وعياش هو ابن عم الوليد بن الوليد المذكور، كان من السابقين أيضًا، وهاجر الهجرتين، ثم خدعه أبو جهل فرجع إلى مكة فحبسه، ثم فرّ مع رفيقيه المذكورين، مات سنة 15 هـ بالشام في =
-[150]- = خلافة عمر -رضي الله عنهما- وقيل: قبل ذلك. الاستيعاب (2032)، (3/ 301)، أسد الغابة (4145)، (4/ 308)، الإصابة (6138)، (4/ 623 - 624).
(¬7) الوطأة: هي البأس، أي: خذهم أخذًا شديدًا. تفسير غريب ما في الصحيحين (ص 287)، النهاية (5/ 200)، شرح النووي (5/ 177).
(¬8) قبيلة مشهورة من العدنانية، وهم: بنو مضر بن نزار بن معد بن عدنان، وهي التي نسب إليها قريش. انظر: جمهرة النسب لابن الكلبي (ص 4)، نسب قريش للزبيري (5، 6)، جمهرة ابن حزم (ص 10)، الأنساب (5/ 318) نهاية الأرب (ص 377)، معجم قبائل الحجاز (ص 494 - 495).
(¬9) في (م): (واجعلهما) وهو خطأ.
(¬10) المراد بـ (سني يوسف) هي إلى ذكر الله -سبحانه وتعالى- في كتابه، في قصة يوسف، على نبينا وعليه الصلاة والسلام-: {ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ} أي: سبع سنين فيها قحط وجدب. انظر: المجموع المغيث (2/ 141 - سنة)، النهاية (2/ 414 - سنة).
(¬11) (لحيان) -بكسر اللام [وقيل: بفتحها] وسكون المهملة- هو: ابن هذيل بن مدركة بن إلياس ابن مضر. انظر: جمهرة ابن الكلبي (ص 188)، الجمهرة لابن حزم (ص 11، 196 - 197، 466)، معجم قبائل الحجاز (ص 453 - 454).
(¬12) و (رعل) -بكسر الراء، وسكون المهملة- بطن من بني سُليم، ينسبون إلى رِعْل بن عوف بن مالك بن امرئ القيس بن بُهْئَة بن سليم.
جمهرة ابن حزم (ص 262)، نهاية الأرب (ص 244)، سبائك الذهب (ص 131).
(¬13) (ذكوان) بطن من بني سُليم أيضًا من العدنانية، ينسبون إلى "ذكوان بن ثعلبة بن بُهْثة بن سليم. الجمهرة لابن حزم (ص 263)، نهاية الأرب (ص 237)، سبائك =
-[151]- = الذهب (ص 127).
(¬14) بنو عُصَيَّة بطن من بني سُليم -أيضًا- من العدنانية، ينسبون إلى: عُصَيّة بن خفاف بن ندبة بن بُهْثة بن سليم. مختلف القبائل ومؤتلفها لأبي جعفر محمد بن حبيب (ص 8)، جمهرة ابن حزم (ص 261)، نهاية الأرب (ص 329)، سبائك الذهب (ص 131)، معجم قبائل الحجاز (ص 331 - 332).
(¬15) وفي رواية البخاري (4560) بلفظ: (حتى أنزل الله {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ} الآية.
وقد استشكل الحافظ هذا، بأن قصة رعل وذكوان كانت بَعْدَ أحد، ونزول {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ} كان في قصة أحد، فكيف يتأخر السبب عن النزول؟ وقال: "ثم ظهر لي علة الخبر -يقصد رواية البخاري-، وأن قوله "حتى أنزل الله" منقطع من رواية الزهري عمن بلغه، بَيَّنَ ذلك مسلم في رواية يونس المذكورة، فقال هنا: قال -يعني: الزهري-: (ثم بلغنا أنه ترك ذلك لما نزلت ...)، وهذا البلاغ لا يصح لما ذكرته". وراجع للتفصيل: فتح الباري (8/ 75) (7/ 424).
وكلامه المذكور متجه، والله تعالى أعلم.
(¬16) سورة "آل عمران ": 128.

الصفحة 148