كتاب مستخرج أبي عوانة ط الجامعة الإسلامية (اسم الجزء: 6)
باب الدليلِ على كراهية النوم للمُطِيْقِ للقيام بالليل إلى أن يُصْبِحَ (¬1)، وبيان بَوْلِ الشيطان في أذن من ابْتُلِيَ بذلك
¬_________
(¬1) في (ل) و (م) إلى: (الصبح).
2269 - أخبرنا يونس بن عبد الأعلى، والربيع بن سليمان، قالا: ثنا ابن وهب، أن مالكًا (¬1) حدثه، عن أبي الزناد (¬2)، عن الأعرج، عن أبي هريرة، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "يعقد (¬3) الشيطان على قافية (¬4) رأس أحدكم
-[206]- إذا هو نام ثلاث عُقَدٍ، يَضرب مكان كل عُقْدَةٍ: "عليك ليل طويل (¬5)؛ فارقد"؛ فإن استيقظ فذكر الله انحلت عقدة، فإن توضأ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فإن صلى انْحَلُّتْ عُقْدَةٌ، وأصبح نشيطًا طيِّبَ النفس، وإلا أصبح خبيث (¬6) النفس كسلان" (¬7).
¬_________
(¬1) الحديث في موطئه (1/ 176) -رواية يحيى- بمثله.
(¬2) هنا موضع الالتقاء، رواه مسلم عن عمرو الناقد وزهير بن حرْب -عن سفيان بن عيينة، عن أبي الزناد، به، بنحوه.
كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب ما روي فيمن نام الليل أجمع حتى أصبح، (1/ 538) برقم (776).
(¬3) قال النووي: "اختلف العلماء في هذه العقد، فقيل: هو عقد حقيقي بمعنى عقد السحر للإنسان ومنعه من القيام، قال الله تعالى: {وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ في الْعُقَدِ}، فعلى هذا هو قول يقوله، يُؤَثِّرُ في تثبيط النائم كتأثير السحر.
وقيل: يحتمل أن يكون فعلًا يفعله كفعل النفاثات في العقد، ويُحَدِّثُه بأنَّ عليك ليلًا طويلًا فتأخَرْ عن القيام ... ".
شرح النووي لمسلم (6/ 65)، وراجع التمهيد (19/ 45)، مشارق الأنوار (2/ 99) شرح الأبي والسنوسي (3/ 115)، فتح الباري (3/ 31 - 42).
(¬4) قافية الرأس: القفا، وقفا كل شيء وقافيته: آخرته، وقيل لآخر حَرْفٍ من بيت الشعر "قافية" لأنه خلف البيت كله". انظر: غريب أبي عبيد (1/ 456)، تفسير غريب ما في الصحيحين (ص 349)، مشارق الأنوار (2/ 192).
(¬5) وفي صحيح مسلم: "عليك ليلًا طويلًا" بالنصب، والنصب على الإغراء، ومن رفعه فعلى الابتداء والخبر، أي: باق عليك، أو بإضمار فعل، أي: بقي.
شرح النووي (6/ 65)، إكمال إكمال المعلم (3/ 115)، الفتح (3/ 31).
ولفظة "فارقد" لا توجد في صحيح مسلم.
(¬6) أي لما عليه من عقد الشيطان وآثار تثبيطه واستيلائه، وليس في هذا الحديث مخالفة لقوله -صلى الله عليه وسلم-: "لا يقل أحدكم خبثت نفسي" فإن ذلك نهي للإنسان أن يقول هذا اللفظ عن نفسه، وهذا إخبار عن صفة غيره. انظر: التمهيد (19/ 47)، شرح النووي (6/ 67)، إكمال الأبي (3/ 117)، الفتح (3/ 33).
(¬7) وأخرجه البخاري في "التهجد" (1142) باب عقد الشيطان على قافية الرأس إذا لم يصلّ بالليل، (3/ 30، مع الفتح)، عن عبد الله بن يوسف، عن مالك، به، بمثله.
وفي "بدء الخالق " (3269) باب صفة إبليس وجنوده، (6/ 386) عن إسماعيل بن أبي أويس، قال: حدثني أخي، عن سليمان بن بلال، عن يحيى بن سعيد، عن ابن المسيب، به، بنحوه.